لله دركم من جوارح أحرجتم الجميع، واثبتم أن العمل في صمت خير من تلك الضوضاء وذلك الضجيج الذي نسمعه من البعض وتبين لنا فيما بعد إنه كان جعجعة بلا طحن، فقد تحول نادي الشباب إلى خلية نحل الكل فيها يعمل، والهدف هو إثبات الوجود والنتيجة إنجازات تخطت الحدود، وفي الوقت الذي تنفق فيه الأندية الملايين بكل العملات بدءاً من اليورو مروراً بالدولار وانتهاء بالدرهم أثبت الشباب للكل أنه ليس مجرد نادٍ لكرة القدم.
ذلك العمل الكبير الذي قام به مجلس إدارة النادي برئاسة سامي القمزي كان بعيداً عن الأضواء فلم يبحثوا عن شهرة كذابة يسعى إليها بعض الذين اختاروا العمل الإداري التطوعي، وكانت جهودهم تسير في جميع الاتجاهات فلم يركزوا فقط على كرة القدم التي تلتهم الميزانيات، وفي الوقت الذي كان فيه البقية يظهرون عبر وسائل الإعلام يتحدثون عن إنجازات زائفة ويروجون للوهم الذي يصدقه البعض، وفي الوقت الذي تعرضت فيه بقية الألعاب للإهمال المتعمد من قبل مجالس إدارات الأندية، تفرغ الخضراوية للعمل سعياً وراء التميز أينما وجد لتنطبق عليهم مقولة من جد وجد.
واليوم بعد أشهر من العمل الجاد والجهد والاجتهاد بدأ موسم الحصاد، فلا يمر يوم إلا ونجد الصور تملأ الملاحق بتتويج للجوارح هنا ولقب للجوارح هناك، وآخرها كأس الخليج لكرة السلة التي عاد بها الفريق من السعودية، فأصبح نادي الشباب أشبه بالدجاجة التي تبيض ذهباً في رياضة الإمارات، والصرح الذي يجد فيه ممارسو الألعاب المختلفة حقوقا متساوية، حتى لو كانت كرة القدم هي التي تحصل على نصيب الأسد من الاهتمام الشعبي والإعلامي فقد أوجد نادي الشباب للفرح ميادين أخرى بعيداً عن كرة القدم وكل ما فيها من أحزانها ومآسيها.
هل يوجد هناك نادٍ في تاريخ رياضة الإمارات شارك في أربع بطولات خليجية في موسم واحد أشك في ذلك وأشك كذلك في أن يكون هناك نادٍ في عصر اجتاحنا فيه طوفان كرة القدم وطغى على كل رياضتنا بات يلقي بالاً لمختلف الألعاب بنفس الدرجة من الرعاية والاهتمام.
قدم نادي الشباب للجميع دروساً مجانية أولها أن كرة القدم هي اللعبة المحظية لدى الغالبية العظمى من الناس ولذلك تفوق على نفسه وحقق لقب كأس الرابطة وينافس على وصافة الدوري وبطولة الخليج، كما أثبت أن هذا لا يعني إهمال بقية الألعاب فقدم لها الدعم المطلوب لتكافئه بالألقاب، وليصبح نادي الشباب هو بركة رياضتنا والبركة في الشباب.

Rashed.alzaabi@admedia.ae