العَنْقاء طائر ضخم ليس بالعُقاب، وقيل: العَنْقاءُ المُغْرِبُ كلمة لاأصل لها، يقال: إنها طائر عظيم لا ترى إلا في الدهور ثم كثر ذلك حتى سموا الداهية عَنْقاء مُغْرِباً ومُغْرِبةً؛ قال: ولولا سليمانُ الخليفةُ، حَلَّقَـتْ به من يد الحَجّـاج، عَنْقــاءُ مُغْـــرِب وقيل: سمِّيت عَنْقاء لأنه كان في عُنُقها بياض كالطوق، وقيل العَنْقاء فيما يزعمون طائر يكون عند مغرب الشمس، وقيل العَنْقاءُ المُغْرِبُ طائر لم يره أَحد، وقيل في قوله تعالى؛ طيراً أَبابِيلَ؛ هي عَنْقاءُ مُغْرِبَة.. وقيل العنقاء: طائر عظيم معروف الاسم مجهول الجسم. وأغرب: أي صار غريباً. وإنما وصف هذا الطائر بالمغرب لبعده عن الناس، ولم يؤنثوا صفته لأن العنقاء اسم يقع على الذكر والأنثى كالدابة والحية. من أَمثال العرب طارت بهم العَنْقاءُ المُغْرِبُ، ويقال أيضاً «أَلْوَتْ به عنقاءُ مُغْرِبٌ». ويقال أيضاً: طارت به عنقاء مغرِبٌ وحلَّقت به... يضرب مثلاً لما يُئس منه. وقال ابن الكلبي: كان لأهل الرسّ نبيٌّ يقال له حنظلة بن صفوان، وكان بأرضهم جبل يقال له دَمْخ، مصعده في السماء ميل، وكانت تنتابه طائرة كأعظم ما يكون، لها عنق طويل، من أحسن الطير، فيها من كل لون. وكانت تقع منتصبة، فكانت تكون على ذلك الجبل تنقضُّ على الطير فتأكله. فجاعت ذات يوم وأعوزت الطير، فانقضَّت على صبي فذهبت به، فسميت «عنقاء مغرب» لأنها تغرب كل ما أخذته. ثم إنها انقضَّت على جارية فضمّتها إلى جناحين صغيرين سوى جناحيها الكبيرين ثم طارت بها، فشكوا ذلك إلى نبيّهم فقال: اللهم خذها، واقطع نسلها، وسلَّط عليها آفة، فأصابتها صاعقة فاحترقت، فضربتها العرب مثلاً في أشعارها، ويقال: أَلْوَتْ به العَنْقاءُ المُغْرِبُ، وطارت به العَنْقاء.. وأنشد لعنترة بن الأخرس الطائي في مرثية خالد بن يزيد: لقد حلَّقت بالجود فَتْخـاءُ كاسـرٌ كفتخاءِِ دَمْخٍ حلَّقـــــتْ بالحــزوَّرِ الفَتْخَاء، يسمى بالفارسية: شيردال، من «شير» أسد، «دال» عقاب. وبالإنجليزية جريفين griffin، حيوان أسطوري له جسم أسد، ورأس وجناحا عقاب، وصلت قصته إلى الإغريق من العراق القديم. وقد استخدم الأوربيون صوره وقصصه كثيراً في تراثهم ورمزاً لأسرهم ومؤسساتهم ودولهم. استخدموه في العمارة في منشآتهم الدينية والمدنية والعسكرية. يماثله أيضا أبو الهول، ولكن الفرق أن رأس أبي الهول رأس إنسان وجسمه جسم أسد. إيليا أبو ماضي: يا ليـــلُ ما لكَ لا تــرقُّ لحالتـــي أتـــراكَ والأيـــام مـــن أعــدائي؟ يا ليلُ حسبي ما لقيت من الشقا رحماك لســـت بصخــرة صمـــاءِ وا رحمــــــةً للبائســـين فإنهــم مــوتى وتحســـبهم مــن الأحيــاءِ إني وجدت حظوظهـــم مســودّة فكأنمــا قـــدت مـــن الظلمـــاءِ ما في أكفهم مــن الدنيــا ســوى أن يكثــــروا الأحـــلام بالنعمــاءِ تدنو بهم آمالهـم نحــــو الهنــــا هيهـات يدنــو بالخـــيال الــنائي أبطر الأنام من الســـرور وعندهم أن الســـــــرور مــرادف العنقــاء إني لأحزن أن تكــــون نفوســهم غرض الخطـــوب وعرضــة الأرزاءِ لم يفهمـــوا ما الشـــعر؛ إلا أنــه قـــــد بات واســـطة إلى الإثــراءِ نادوا علينا بالمحبــــة والهـــوى وصدورهم طبعــت على البغضـاءِ إن كانت الفقــــــراء لا تجزيكــم فاللّه يجزيكـــــــم عــن الفقـــراءِ