بعد 27 عاماً من رصد معاناة الناس، في الداخل والخارج، والوصول إليها، والوقوف عندها، والهلال الأحمر يسرج خيول الخير، ويفرد أشرعة الحب من أجل عطاء لا يتحدد، وخير لا يتبدد، ومن أجل حلم يتجدد ويمتد ليشمل الناس جميعاً في القارات الخمس دون تمييز لعرق أو تفريق للون، أو تفضيل لدين.. البذل فقط من أجل البشرية ومن حياة لا تكبدها منغصات، ولا تكدرها نكبات، ولا تتعسها عقبات.. قافلة إماراتية بامتياز انطلقت منذ 27 عاماً بسحابات الخير، تظلل على رؤوس الملهوفين، وتبلل ريق المتعبين، وتقدم العون، لكل من نكب وغلب، وكل من أصيب بنائبة من نوائب الدهر، أو مُني بخائبة من خائبات الحياة، عندما نستعيد الذاكرة ونستدرج الفكرة، ونقرأ الخريطة، نرى هلالنا الأحمر، يهل على كل مكان، فقد جاور المعدمين، فأنار طريقهم، واقترب من المسغبين، فأضاء ديارهم، وتتبع خطوات المستغيثين، وتلمَّس جراح المغبونين، فلم يكل ولم يمل، من إجلاء الهموم، عن كل من رفع الصوت، مستجيراً، ولم يكف عن البذل بسخاء، من أجل عالم تسوده روح الإخاء، وتجمعه كلمة سواء على الحق والحب، والحياة الهانئة المستقرة، المستتبة. بعد 27 عاماً، وهيئة الهلال الأحمر، في خط متوازٍ مع الشريعة الإنسانية ومع المبادئ والأخلاق البشرية الرفيعة، ومع القيم التي تعيد للإنسانية حقوقها في العيش حرة، أبية، شفية عفية، من أي دموع أو ركوع بعقود من الزمن، عقدت هيئة الهلال الأحمر العزم على مواصلة المسيرة، باتجاه الإنسان، ومستقبله ومصيره، رابطة الجأش، حازمة، عازمة على إسعاد الإنسانية، ورفع الضيم والظلم والأسى عن الذين حطمتهم الحروب، ودمّرت أمنياتهم الصراعات، والاقتتال، وسلبت من عيونهم الفرحة، الكوارث الطبيعية، وبكل طيب ورحابة صدر، تسافر طيور الخير، وتقطع المسافات والدروب، إلى كل بقعة من بقاع العالم، وأينما يوجد ألم، نجد اسم الإمارات هناك، بلمسة يخفف الآلام، ويضمِّد الجراح، ويكفكف الدموع، ويهدئ من روع النفوس، وقلق القلوب. 27 عاماً، والنواهل تهل على كل رقعة وبقعة، لا تتوقف عن إدلاء الخير وتقديمه، عطاء سخياً بلا مِنّة أو انتظار الجزاء والشكر.. مبادئ الإمارات وأهل الإمارات، والأرض التي نبت على ترابها سيد الخير والفضل، المغفور له زايد العطاء.. لتستمر اليد ممدودة والقلوب مفتوحة لمزيد من فتوحات الخير، وعطاءات لا تنضب ولا تقضب، ولا تجدب. خير الإمارات يجول سماحة، لأجل رسم الابتسامة على وجوه الذين فقدوا الفرحة، وزرع البهجة في صدور الذين ضاقت بهم الأرض.. 27 عاماً ومعاناة البشرية محمولة على أكتاف الذين نذروا أنفسهم في خدمة الإنسان، والالتصاق به حباً وصدقاً وإخلاصاً.. 27 عاماً وحب البشرية رسالة، تحملها الإمارات، وتسطر حروفها بالمعنى والمغزى والفعل الصادق