نقول هذا النبأ أو الخبر بالمعنى نفسه، ولكنهما يفترقان بأن النبأ لا يكون إلا للإخبار بما لا يعلمه الـمُخْبرُ، ويجوز أن يكون الخبر بما يعلمه وبما لا يعلمه، ولهذا يقال: تخبرني عن نفسي، ولا يقال: تنبئني عن نفسي، وكذلك تقول: تخبرني عما عندي ولا تقول تنبئني عما عندي، وفي القرآن: (... فَسَيَأْتِيهِمْ أَنْبَاءُ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ) الشعراء: 6، وإنما استِهزؤوا به لأنهم لم يعلموا حقيقته، ولو علموا ذلك لَتَوَقّوْه يعني العذاب، وقال تعالى: (ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْقُرَى نَقُصُّهُ عَلَيْكَ..) سورة هود: 100»، ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يعرف شيئاً منها. وقال علي بن عيسى: في النبأ معنى عظيم الشأن، وكذلك أخذ منه صفة النبي صلى الله عليه وسلم. قال أبو هلال: ولهذا يقال: سيكون لفلان نبأ، ولا يقال خبر بهذا المعنى، وقال الزجاج في قوله تعالى: (... فَسَيَأْتِيهِمْ أَنْبَاءُ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ) «سورة الشعراء 6»، أنباؤه: تأويله، والمعنى: سيعلمون ما يؤول إليه استهزاؤهم. قلنا: وإنما يطلق عليه هذا لما فيه من عظم الشأن. قيل الإنباء عن الشيء أيضاً قد يكون بغير حمل النبأ عنه، تقول: هذا الأمر ينبئ بكذا ولا تقول يخبر بكذا لأن الإخبار لا يكون إلا بحمل الخبر. والنَّبَأ في «لسان العرب» الخبر، والجمع أنباء، وإنّ لفلان نَبَأً أي خبراً.. وقوله عز وجل: «عَمَّ يَتساءَلُون عن النَّبَأ العظيم» النبأ- 1، قيل عن القرآن، وقيل عن البَعْث، وقيل عن أمر النبي، صلى اللّه عليه وسلم. وقد أنْبَأه إيّاه وبه، وكذلك نَبَّأَه، متعدية بحرف وغير حرف، أي أخبر.. ونَابَأْتُ الرجلَ ونابَأَنِي: أنْبَأْته وأنْبأَنِي. قال ذو الرمة يهجو قوماً: زُرْقُ العُيُونِ، إِذا جاوَرْتَهُم سَرَقُوا ما يَسْرِقُ العَبْدُ، أو نَابَأْتَهُم كَذَبُوا وخَبَرْتُ الأَمرَ أَخْبُرُهُ إِذا عرفته على حقيقته.. وقوله تعالى: «فاسْأَلْ بهِ خَبِيراً»؛ أَي اسأَل عنه خبيراً يَخْبُرُ.. والخَبَرُ، بالتحريك: واحد الأخبْار.. والخَبَرُ ما أتاك من نَبأ عمن تَسْتَخْبِرُ. . وخَبَّرَه بكذا وأَخْبَرَه: نَبَّأَهُ. تقول: لي به خِبْرٌ، وقد خَبَرَهُ يَخْبُره خُبْراً وخُبْرَةً وخِبْراً واخْتَبَره وتَخَبَّرهُ؛ يقال: من أين خَبَرْتَ هذا الأمر أي من أَين علمت؟ وقولهم: لأخْبُرَنَّ خُبْرَكَ أَي لأعْلَمَنَّ عِلْمَك؛ يقال: صَدَّقَ الخَبَرَ الخُبْرُ.. حافظ إبراهيم: لا تلـــم كفّـــي إذا الســيفُ نبـا صـحَّ منـي العـــزمُ والدهــــرُ أبى ربّ ســــــاعٍ مبصـــرٍ في ســـعيه أخطأ التوفيــــــق فيــما طلبـــا مرحبـــاً بالخطـــب يبلونـــي إذا كانت العلياءُ فيــــه الســــــببا عقــــني الدهــــر ولـــولا أننــــي أوثر الحســـنى عققـــتُ الأدبـــا إيه يا دنيا اعبسـي أو فابســـمي مـــا أرى بَرْقـــــــك إلا خلبـــــا كنت أهوى فــي زمانـــي غـــادة وهب اللــــــــه لهـــا ما وهـــبا حملت لــــــي ذات يــــوم نبـــأً لا رعــاك اللــــه يا ذاك النبــــا *نزار قباني: حفرتُ (أُحبّكِ) فوق عقيق السَحَرْ حفرتُ حدودَ السماءِ حفرتُ القَدَرْ.. ألم تُبْصريها؟ على وَرَقات الزهَرْ على الجسر، والنهر، والمنحدرْ على صَدَفاتِ البحار على قَطَراتِ المطرْ ألم تَلْمحيها؟ على كلّ غصنٍ وكل حصاةٍ، وكلّ حجرْ كتبتُ على دفتر الشمس أحلى خبرْ.. (أُحبّكِ جداً) فليتكِ كنتِ قرأتِ الخبرْ Esmaiel.Hasan@admedia.ae