لا أدري لماذا كل ما استمعت إلى الفنان الكبير عبد الكريم عبدالقادر يشدني الماضي الجميل إليه بقوة وحنين، فأتذكر أيام كان فيها كل ما هو جميل وإنساني رائع هو السائد، وأتذكر على الفور العصر الذهبي للأغنية الخليجية، لاسيما الكويتية التي كانت منتشرة ومسيطره في تلك الحقبة الزمنية، ذلك الزمن الذي أخرج الكثير من الفنانين الكويتين الكبار أمثال عبدالكريم عبد القادر وشادي الخليج وعبدالمحسن المهنا ومصطفى أحمد والحريبي وغيرهم ممن تركوا بصمة قوية على الغناء الخليجي. ويبقى «الصوت الجريح» الفنان الكبير عبدالكريم عبد القادر واحدا من أهم الفنانين الكويتيين الذين شغلوا الساحة الغنائية وأتحفها بأحلى الألبومات الغنائية، ليس فقط لأنه يكاد يكون الوحيد المستمر من بين الفنانين السابقين التي ذكرتهم، وإنما يعتبر بوخالد والذين عملوا معه مرحلة محورية كاملة، ومنعطفا للغناء الخليجي الحديث. وما يميز صوت عبدالقادر تلك النبرة الشجية وعذوبة الصوت، والتي تعتبر خامة صوتية نادرة يصعب تكرارها وتقليدها حتى خالد ابن الفنان عبد الكريم عندما طرح عمله الغنائي الأول لم يمتلك صوته تلك النبرة المميزة لأبيه، ولهذا لم يتقبله الجمهور كما عشق وتقبل أبيه. لقد تعاون بوخالد مع نخبه كبيرة و مميزة من الشعراء الفطاحل أبرزهم على صعيد الكلمة يوسف ناصر وبدر بروسلي وخالد الفيصل وبدر عبد المحسن وفهد بن خالد وسعود بن بندر ومحمد عبدالله الفيصل وعبداللطيف البناي وساهر، وصاغ ألحانه نخبه موهوبة متميزة من الملحنين فهناك يوسف المهنا والفنان الراحل طلال مداح وأنور عبد الله وراشد الخضر وحديثا مشعل العروج، لكن تبقى حقبة الدكتور عبدالرب أدريس هي الأميز في مشوار الفنان عبدالكريم عبدالقادر من وجهة نظري باعتبار إن إدريس كان ملما بكل تفاصيل صوت عبد الكريم فاستخرج أعذب الألحان، وأبرزها في مشوار الفنان ولعل التعاون الثلاثي بين الفنان عبدالكريم والدكتور عبدالرب والشاعر الكبير بدر بورسلي كانت مرحلة مهمة ومثمرة في تاريخ ومشوار «الصوت الجريح» وكانت في فترة السبعينيات، حيث رأت النور أغان مثل تأخرتي وباختصار وزوار واعترف ليج وغريب. نال عبدالكريم عبدالقادر الكثير من الجوائز والأوسمة سواء داخل الكويت أو خارجها وكانت أبرز جوائزه الجائزة الذهبية التي حصل عليها في مهرجان القاهرة كأفضل فنان لعام 1998، إلا أن الجائزة الأثمن التي تحصل عليها الفنان هي القاعدة الكبيرة من الجمهور التي أحاطته بالحب والعشق لصوته المتميز من أجمل الأغاني التي غناها عبدالكريم قصيدة يطري عليه الوله وهي من كلمات الشاعر المبدع الأمير بدر بن عبد المحسن وتقول كلمات القصيدة: يطري عليه الوله وأطــــري على بالــه يا مرحبا لا ضـوى خلــي على بابي هجيت حدب الضلوع ونوخ جمالــه لأجله بكت دمعتي ولأجله ضحك نابي وكل ما ضحك لي لمحت النور في آماله وإلى تجهم سترت السقم في ثيابي أخيرا أشكر صديقي وليد على إهدائي اسطوانة مدمجة لأجمل أغاني الفنان المبدع صاحب الصوت الجريح عبد الكريم عبدالقادر.