هي كرة القدم وعلينا الرضا بأحكامها في نهاية الأمر، لكن علينا أيضاً بعد الرضا أن نتدارس الأمر بعناية، وأن نحرص جادين على تصحيح الأخطاء والاستفادة من الدروس، فكرة القدم مثل الحياة تجرفك إذا لم تتعلم وتتعظ. أتحدث عن منتخبنا الوطني للشباب الذي يدافع عن لقبه في نهائيات كأس آسيا لتي انطلقت في الصين أمس، ضمن إطار مجموعته الثالثة التي تضم إليه اليابان والأردن وفيتنام، وفي العاشرة والنصف من صباح أمس شاهدنا منتخبنا أمام اليابان وهو يبدأ اللقاء بصورة لا بأس بها، على الرغم من اسم منافسه الذي أصبح كبيراً في محيط الكرة الآسيوية، لكن الرياح لم تأت بما تشتهي السفن، فبعد أن رضينا بالتعادل الذي استمر حتى الدقيقة 89 إذا بكرة القدم تقول كلمتها وتفصح عن أسرارها بهدف ساذج ينهي المباراة لصالح اليابان الذي كان أكثر سوءاً منا، هكذا في غمضة عين بهدفين مقابل هدف. وينتاب الإنسان منا شعور بالأسف، وليت الهزيمة جاءت بسبب قوة في الفريق المنافس.. فلو حدث ذلك لما اعتراك الحزن، ولكن أن تأتي الهزيمة بمعرفتك ومن خطأين غريبين وليس من خطأ واحد!، فلا تملك إزاء هذه الحالة، إلا أن تضرب كفاً بكف، ولا يمكنك في هذه الظروف الاستمرار لمتابعة ما تبقى على الشاشة، وتذهب إلى عملك وأنت ساخط على ما شاهدت من أخطاء، ومن عبث ومن مكر كرة القدم. الهدف الأول الذي دخل مرمانا جاء بقدم أحد مدافعينا، على الرغم من عدم وجود ضغط يدفعه لهذا الخطأ المروع، أما الهدف الثاني الذي قسم ظهر البعير فكان أكثر عجباً من سابقه.. الكرة تصل للحارس ضعيفة لا ترقى لمستوى التمريرة وليس التسديدة، ويحاول الحارس الإمساك بها على عجل، حتى يصنع هجمة سريعة، إذ ربما نسجل منها في اللحظات الأخيرة ، فإذا بالكرة تسقط فجأة منه ، وتتهادى حتى تستقر في الشباك، دونما إنذار سابق بأي صورة من الصور! هذه هي كرة القدم، لعبة الأخطاء القاتلة أحياناً، إننا إذ نلفت الانتباه، انتباه الجهاز الفني بقيادة المدرب الوطني جمعة ربيع، من أجل تدارك الأسباب الدافعة لذلك، لا يسعنا إلا أن نقول قدر الله وما شاء فعل، وعلى الرغم من أهمية الفوز الذي يتحقق لأي فريق في المباراة الأولى، إلا أننا نحمد الله أيضاً على أن الخسارة جاءت مبكراً حتى نستفيق في مباراتينا القادمتين، فلا بديل فيهما عن الفوز إذا أردنا التأهل للدور الثاني. لا أنكر أن الفريق ليس سيئاً ويمكنه التعويض، لكن ذلك يبقى مرهوناً بأداء أفضل، والأهم عدم تكرار هذه الأخطاء الغريبة التي لا مبرر لها. أما بعد لست أدري لو لم يكن أحمد خليل وعمر عبد الرحمن موجودين ماذا كان يمكن أن يحدث، أقول ذلك على الرغم من أن اللاعبين لم يظهرا بمستواهما المعهود، إلا أنه يكفي وجودهما لكي يبثا الثقة في نفوس زملائهما، ونحن إذ نعترف أنهما ذهبا إلى الفريق على طريقة “من الدار إلى النار” وهذا وحده كاف لعدم التركيز الكافي، لكننا نأمل في القادم بإذن الله. mahmoud_alrabiey@admedia.ae