من هذه النافذة، لا أرى سوى هذه العربات الزرقاء، الذاهبة والعائدة، عابرة مدينة دبي بهدوء. هذا اللون الممزوج باللون الرصاصي، على الرغم أنه جميل بلون السماء، إلا أنني أفضله بلون الفراشات المفرحة والألوان الفاتحة جداً المتبدلة كل عام. قد يكون البدء بلون السماء ثم التجدد مثل دبي البديعة والمتوهجة دائماً بالجديد. مثل حبة الفستق أو الفول السوداني محطات التوقف جميلة ورائعة في التصميم، يتسرب المترو مثل قط صغير أو جرو أزرق في المحطة، ثم ينطلق بفرح إلى المحطات الكثيرة، نحن في الإمارات لم نعتد ركوب المترو، قد نجرب مرة أو ثلاثاً ولكن نعود سريعاً إلى خصوصياتنا في التنقل عبر سياراتنا الخاصة. هذه الوسائل في النقل، من الجديد والأحدث في مجال الطرق والمواصلات العامة إلى المترو وحتى المواصلات الحديثة المائية التي تعبر خور دبي ليلاً ونهاراً مثلاً، غريبة علينا إلا انها جميلة. وأعتقد أن القليل من أهل الإمارات يستخدمها أو حتى جرَّبها، بلدنا بها الكثير من المناطق السياحية والمرافق الحديثة والأبراج ولكن القليل منا من يعرفها أو يستخدمها. برج خليفة الحديث والجميل والذي يتحدث عنه الجميع، يتقاطر عليه أعداد كبيرة من الجنسيات المختلفة أوروبية وآسيوية وأفريقية، إلا ان مواطني الإمارات وحدهم الأقل زيارة لهذه المرافق المتعددة في الإمارات. لا أدري لماذا نحن نتسابق ونصر على مشاهدة كل الأماكن السياحية في رحلاتنا الخارجية والترفيهية ولكننا أقل اهتماماً بأن نتعرف على ما يحتويه هذا الوطن من أجمل المواقع والأماكن الجميلة. مثلاً هل أحد منا زار المناطق السياحية والمواقع التاريخية أو العمرانية الفريدة في سائر هذا الوطن العزيز، هل صعدنا يوماً أفراداً أو عائلات إلى جبال رأس الخيمة البعيدة، أو زرنا محاضر ليوا والمرافق الجديدة فيها، أو جزيرة صير بني ياس والحياة التي دبت فيها بعد أن أصبحت حديقة طبيعية للحياة البرية والبحرية؟ هل هناك برنامج سياحي إلى الجزر العديدة في الإمارات أو زرنا مثلاً جزيرة دلما، بل هل هناك اشتغال على السياحة الداخلية؟ هل ذهبنا إلى المناطق السياحية والواحات التي تقع في جبال الفجيرة وخورفكان؟ هل تعرفنا على مدننا الجديدة ومرافقها في دبي وأبوظبي، وجمالية العمارة وما تحتويه من حدائق ومرافق سياحية. هذا المترو العابر أمامي في دورة لا تنتهي ذهاباً وعودة يذكرني بالقطارات السياحية في الدول الأخرى، حاملة الفرح والسرور والمنطلقة إلى مسافات بعيدة، من مدينة إلى أخرى ومن قطر إلى آخر. متى ينطلق هذا القطار أو المترو ليقطع مسافة أبعد من هذه الدورة الصغيرة، متى يصلنا إلى كل أجزاء الإمارات البعيدة أو حتى الأنظار الأخرى، إنه الحلم والذي سوف يتحقق يوماً بدون شك إن شاء الله. ابراهيم مبارك Ibrahim_M barak@hotmail.com