حققت وزارة الداخلية التي رفعت قيمة العدل، ودافعت عنها، سبقاً لم يحققه أحد قبلها، على صعيد المنطقة، والشرق الأوسط، ولا أجامل، ولا أبالغ فيما أقول، فالواقع يؤكد ويرسخ يوماً بعد يوم هذا السبق المهم، الذي أرسى قاعدة الأمن، والاستقرار، والطمأنينة التي تعيشها بلادنا، حفظها الله ورعاها، في ظل قيادتنا الرشيدة.
ونسأل الله أن يستمر هذا السبق، والإنجاز الكبير، الذي حققته وزارة الداخلية في تغيير الصورة النمطية، والتقليدية، عن رجل الشرطة، ورجل الأمن بشكل عام، ذلك الشخص الذي ترسخت له صورة قاتمة في مخيلة الشعوب العربية، فالشرطي في أغلب المجتمعات رجل أشعث، أغبر، جاف، فظ، غليظ القلب ينفض من حوله البشر، لا يجالس، يخافه، بل يرتعد منه الجميع، شخصية غير مقبولة في النفوس، تجبر على مجاملتها، وتظهر لها عكس ما تحمل، فالصورة الراسخة عند شعوبنا العربية عن رجل الأمن، صورة سلبية، تخلو من الإيجابية، والإنجازات، والإبداع، والتألق، والتطور، إلا في وزارة الداخلية عندنا، وحدها نجحت، بل وتفوقت، بفضل متابعة وتوجيهات الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، وزير الداخلية، التي استطاعت بفضل رؤيته، وتوجيهاته، وتعليماته أن تغير من الصورة السلبية عن رجل الأمن، لتجعل منه نموذجاً إيجابياً يحتذى به، ويضرب به الأمثال في الإبداع، ويشار إليه بالبنان والابتكار والعطاء.
فرجل الأمن عندنا اليوم هو الصديق، المتفهم، المتعاون، والمتفاني في خدمة المجتمع وأبناء الشعب، والمتابع لهذه الجهود يلحظ ذلك جلياً، من خلال السلوك الشرطي بالدولة، مما أوجد ثقة متبادلة بين المجتمع والشرطة.
هذا النهج الحكيم، والسياسة الرشيدة التي تنتهجها وزارة الداخلية حققت لها العديد من المكاسب المباشرة، وغير المباشرة، وحصادها لجل جوائز برنامج الشيخ خليفة للتميز الحكومي مؤخراً، من أهم هذه المكاسب، ويعتبر تتويجاً لجهودها، وثمرة من ثمار عملها المضني.
إن الرؤية التي قدمها الشيخ سيف بن زايد آل نهيان وزير الداخلية خلال تكريمه المتميزين، تؤكد أن هناك إرادة طيبة، ورؤية بعيدة، لتعزيز وتمكين الثقة بين رجل الامن والمجتمع، والناس كما أكد وزير الداخلية هم الحكم أولاً وأخيراً، فهذا الإصرار على كسب رضا، وثقة الناس، بالتأكيد نابع من الإصرار للحفاظ على المكتسبات الاجتماعية، والإنسانية التي حققتها أجهزة الشرطة بالدولة، لأن كسب ثقة المجتمع، يعني أن كل فرد من أفراد المجتمع هو رجل شرطة، ورجل أمن، وكسب ثقة المجتمع هي الأداة المهمة التي تحافظ بها مؤسساتنا الشرطية على منجزاتها، لتحقيق المزيد من المكاسب، وتعزيز المنجزات، التي يريد أن يحققها وزير الداخلية للوطن، وهو أن يبرهن هذا الجهاز على أن العمل الشرطي، أصبح رديفاً حقيقياً للحضارة، والإبداع.


m.eisa@alittihad.ae