لابد أن نعترف أولا أن الحديث عن البطل سابق جدا لأوانه، وشخصيا أرى أن هذا الموسم مختلف اختلافا كبيرا عن الموسمين السابقين في دوري المحترفين الإماراتي، في الموسم الماضي كانت رحى المنافسة من البداية تدور بين ثلاثة ولا أكثر هم الجزيرة والوحدة والعين، أما الآن فهل تستطيع أن تقول بأن المنافسة ستنحصر بين النادي الفلاني والنادي العلاني، ربما تستطيع أن تقول مثلا إن المنافسة ستنحصر بين الوصل والجزيرة .. فالأول يتصدر برصيد 12 نقطة والثاني يحتل المركز الثاني بفارق نقطة واحدة وبلا خسارة، لكني أسالك وماذا عن الشارقة مثلا الذي يحتل المركز الثالث برصيد 10 نقاط ويتطور مستواه من مباراة لمباراة، وأيضا ماذا عن الوحدة الذي بدأ يستعيد خطورته، وماذا عن العين المتحفز الذي يلعب بروح لم نشهدها منذ سنين، وماذا عن الأهلي القوي الذي لم يكشر عن أنيابه بعد، كل هؤلاء لديهم مقومات المنافسة بقوة على اللقب ويستطيع تحقيقه .. أما عن بني ياس فلا أستطيع أيضا أن أستبعده لمجرد خسارته القاسية من الجزيرة بالأربعة .. وإن كنت دائما أقول إن البطولات لا تهبط على الفرق من السماء، فهناك مواصفات خاصة جدا لابد وأن تتوفر لأي ناد لكي يصبح بطلا .. وقناعتي أن بني ياس وعلى الرغم من كرته الجميلة المتزنة إلا أنه لا يملك كل المقومات التي تدفعه للبطولة لكنه بالتأكيد يملك مقومات المنافسة عليها. نعود للفريق العنيد وأعني به الفريق الوصلاوي .. وأرى أنه طالما وصل لهذه الحالة فمن الصعب أن يتراجع .. وهذا الفريق صورة من جماهيره .. لذا فعلى الجميع أن يحذر الوصل إذا أمسك بالصدارة. أما المناور فهو “الداهية” كاجودا مدرب الشارقة الذي أعلن عدم قدرة فريقه على إحراز البطولة لكني عفوا لا أصدقه .. فهو من المدربين الخبراء المجربين، ويعرف تماما نفسية لاعبي الإمارات، وبدأ العزف على وتر تخفيف الضغوط عن فريقه، والظهور بمظهر الفريق المتواضع وهو يبيت النية على التسلل خفية إلى أعلى .. لا تصدقوه واحذروه! أشفقت مثل الآخرين على فريقين خلال هذه الجولة هما بني ياس الذي لم يكن يستحق الهزيمة بالأربعة، وعلى الشباب الذي لم يكن هو الآخر يستحق الهزيمة بالأربعة، وفي رأيي أن أسلوب المدربين هو الذي صنع هذه النتيجة الكبيرة .. فمدرب الوصل ضغط على مهاجمي الشباب المندفعين ولم يعطهم الحرية، وفي نفس الوقت استغل المساحات الخلفية التي نتجت عن اندفاع منافسه، أما الشباب فلم يضغط بقوة على الهجوم الوصلاوي ولا على خط وسطه وانشغل فقط بالهجوم المتتالي ومن سوء الحظ أنه لم يسجل وقت هجومه فانقلب السحر على الساحر ! أما بعد البطولات لا يصنعها طرف واحد .. فقبل المدرب هناك إدارة وهناك لاعبون وهناك دعم ومساندة وتخطيط .. أرجوكم لا تبالغوا في الإشادة والمديح .. فخير الأمور أوسطها. mahmoud_alrabiey@admedia.ae