مؤسسة الإمارات للخدمات البريدية التجارية (أمبوست) هي أول مؤسسة حكومية اتحادية متخصصة في مجال التوصيل السريع، تأسست عام 1997 وحظيت بدعم كامل من كافة الجهات الحكومية، وصار لها اليوم أكثر من 15 فرعاً موزعاً في الدولة، وخلال مسيرتها تمكنت من عقد الكثير من الاتفاقيات التي تيسر لها الانتشار والحصول على عملاء جدد. كل ذلك النجاح لأمبوست كان بسبب تضافر الجهود، واحتواء معظم الجهات العاملة في الدولة للشركة المحلية الوليدة، ويوماً بعد آخر كانت أمبوست تسجل إنجازات متتالية حتى صارت شركة البريد المعتمدة عند معظم الجهات المحلية والاتحادية. اليوم وبعد هذه السنوات، صار على الجهات التي تتعامل مع أمبوست النظر مليا في مسألة فرضها كشركة إجبارية لتوصيل المعاملات، خاصة للمتعاملين القاطنين بقرب الجهة التي ينجزون معاملاتهم فيها. موقف بسيط حصل منذ عدة أيام جعل هذا الأمر يلح للكتابة عنه، سيدة ذهبت لتخلص معاملة في مركز خدمات يقع على بعد 10 دقائق من منزلها، وبعد إنجازها المعاملة وقف الشخص المختص يطالبها بدفع رسوم “أمبوست” حاولت هي إقناعه أنها تسكن بالجوار وستمر لأخذ المعاملة لكنه رفض، ورد عليها: القانون قانون، يجب أن تدفعي رسوم أمبوست لتخليص معاملتك! والمشكلة أن المرأة كانت تنجز معاملتين وبالتالي اضطرت لدفع الرسم مرتين! أنجزت المعاملة بعدها بيومين، وانتظرت يوماً ثالثاً للتسليم لبريد أمبوست، صادف يوم وصلوها للبريد يومي عطلة أسبوعية، فتأخرت المعاملة أكثر، ثم اتصل الموظف ليخبر السيدة بوصول المعاملة وتحديد موقع سكنها، في اليوم الثاني وفي الثامنة صباحا جاءها اتصال، ولأن السيدة لا تجيد الانجليزية، وعامل البريد لا يجيد العربية ضاعت لغة الحوار، واختتمت المكالمة -التي أتمتها الشغالة- بالقول تعالي لفرع البريد وخذي المعاملة! ما الفائدة إذن من الدفع لأمبوست، مادامت المعاملة تتأخر أسبوعاً وربما أكثر، ويضطر الشخص للذهاب إلى البريد وأخذها بنفسه، لم لا يكون التعامل مع الشركة خيارا إضافيا للناس عوضا عن كونه إجباريا، ولم الإصرار على دعم الشركة برغم أنها أثبتت نفسها اليوم وصار لها عملاء يثقون بخدمتها ويطلبون التعامل معها. آن الأوان لتنظر الجهات المختصة في هذا الأمر، خاصة وأن الكل اليوم أصبح يملك وسيلة مواصلات تجعله يعود لأخذ معاملاته، والأفضل أن يحتفظ هو بالرسم البريدي ( حتى لو كان عدة دراهم) عوضا عن دفعها كرسم إجباري لا يستفيد منه، وخاصة إن كان ينجز عددا من المعاملات في نفس اليوم فيتضاعف الرسم والنتيجة واحدة. شركة امبوست أثبتت نفسها بنجاحاتها المختلفة، وصار توسعها عنوانا لجهودها وتميزها، واليوم يجب أن يكون تعامل الجمهور معها لتوصيل المعاملات خياراً إضافياً يستفيد منه الراغبون ويمكن تجاوزه دون أن يضطر المتعامل للدخول في نقاش حول قانونية تحصيل رسم لخدمة لن يستفيد منها.