عندما يتكرر إنجاز فإنه يعطينا دلالة مهمة على سلامة النهج وصحة التخطيط، منتخب ناشئي الإمارات يحرز كأس الخليج للمرة الثانية على التوالي، وعلى حساب من، وفي ملعب من، وأمام جماهير من؟ إنه على حساب المنتخب السعودي القوي، وعلى ملعبه وبين جماهيره، هذا الإنجاز الذي يضاف إلى الإنجازات السنية على وجه الخصوص يدفعنا لرفع القبعة لمجلس إدارة اتحاد كرة القدم. نعترف بأن هناك نهجا صحيحا، نعترف بوجود رؤية ووجود برامج وتخطيط، والجميل حقاً أن تحدث كل هذه الإنجازات بمعرفة نخبة من المدربين المواطنين، والأمر لم يصبح في حاجة، لأن نؤكد أن المدرب الوطني هو الأصلح للمنتخبات الوطنية. وها هو عيد باروت ينضم لكوكبة المدربين المواطنين أصحاب الإنجازات مع مهدي ومع جمعة ومع عبد الله صقر، ونحن في انتظار المزيد. استوقفتني مجموعة من المشاهد السارة عند الاستقبال الكبير الذي حظي به المنتخب عند عودته للمطار الأميري بأبوظبي، وكانت المفاجأة أكثر من سارة بوجود سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية الرئيس الفخري لاتحاد الكرة على رأس المستقبلين.. فله في أنفسنا مكانة وله في ذاكرتنا ما لا ننساه، فهو وجه الخير على كرة الإمارات في عصرها الذهبي أيام الوصول العظيم لنهائيات كأس العالم 90 بإيطاليا. وكم سعدت بتلك الصورة الفنية المعبرة، حيث كتب أحد اللاعبين على قميصه كلمات رائعة تفيد إهداء الفوز إلى صاحب السمو رئيس الدولة راعي الرياضة والرياضيين، ورأيت صورة يرفع فيها اللاعبون محمد مطر غراب رئيس البعثة على الأعناق فكانت بمثابة اعتراف صريح بالدور الكبير الذي لعبه غراب مع الجهازين الفني والإداري من أجل تحقيق هذا الإنجاز الذي أثلج الصدور، وجاء في الوقت المناسب، وأشعرنا بالاطمئنان على مسيرة كرة القدم الإماراتية، حقاً نحن نرفع القبعة وشكراً للذين يعملون ويعملون رغم أن “في الجو غيما”! عندما نذهب إلى الدوري فنقول أولاً لفرق بني ياس لا تحزن، فهي كرة القدم وهو الجزيرة المرشح الأول ليس هذا الموسم فحسب بل في المواسم الثلاثة الماضية، وأقول للنصر تعلم أن لا تفرح كثيراً عند النصر وأن لا تغضب كثيراً وتحبط عند الخسارة. أما الشارقة فأنا أعتذر له لأنه لم يكن في خاطري وأعتقد أنني أسأت الظن، أراه يتسلل بهدوء وخبث كروي، لكن كل ذلك يبقى مرهونا في بالقدرة على الاستمرار، ونحن لن نتفاجأ أبداً إذا اعتلى الشارقة العرش لأنه تاريخ، وآن الأوان لكي يستفيق ويستعيد مكانته التي كانت يوماً ملء الآذان والأسماع. أما بعد لكل من تأسف على خسارة العين أقول لا تحزنوا، فهناك بصدق فريق ممتع، 11 لاعباً موهوباً، وهناك مستقبل يصنعه مدرب مواطن كفء اسمه عبد الحميد، أما الأهلي فعليه أن يدرك أنه لم يكن مترابطاً ولم يكن خطيراً، وعليه أن يدرك أنه فاز بخبرة لاعبين اثنين خبيرين بهز الشباك هما العقرب فيصل والخطير بنجا، اللهم قد بلغت. mahmoud_alrabiey@admedia.ae