إذا كانت إيطاليا هي جنة كرة القدم في العالم، فإن مدينة ميلانو هي عاصمة تلك الجنة، وبعد غياب يوفنتوس عن المنافسة متأثراً بفضيحة “الكالشيو بولي”، واحتكار الإنتر لكل البطولات في السنوات الخمس الأخيرة، ها هو ميلان القطب الآخر لتلك المدينة، عاد بعد غياب استمر سبع سنوات، عاد ليعتلي سنام المجد، وإن تأخر عاد ليحصد اللقب الثامن عشر. كان موسماً مثالياً، رسمه بيرلسكوني الرئيس وجالياني العقل المدبر، فقد جاء في البداية بالمغمور ماسيمو اليجري مدرباً، وقام بعدة صفقات أشعل بها “الميركاتو” الصيفي عندما تعاقد مع إبراهيموفيتش وروبينيو والرائع بواتينج، وصفقات مجانية في “الميركاتو” الشتوي عندما تخلص من “العالة” رونالدينهو واستعار الثنائي كاسانو وبوميل. عاد ميلان فعاد الدوري الإيطالي، كما كان أكثر إثارة، بل قمة في الإثارة، عاد ليعود “برستيج” الكرة الإيطالية التي ترى في هذا الفريق ممثلها القوي، وصوتها العالي في القارة العجوز، فتنظر إليه كما تنظر مدريد إلى فريقها الملكي، صاحب الألقاب الأوروبية التسعة، وهو بسبعة ألقاب يعتبر التهديد الحقيقي للعرش المدريدي. عاد ميلان بكتيبة رائعة من النجوم، وبالإضافة إلى من ذكرتهم أعلاه لا يمكن أن ننسى باتو والقوي نيستا وتياجو سيلفا، والمشاغب جاتوسو والمبدع أباتي والدور الكبير للحارس أبياتي، وسيدورف الذي كلما تقدم بالعمر توهجت موهبته أكثر، وبيرلو وأمبروسيني والغائب الحاضر إنزاجي بكل ما تحتويه جيناته من روح قتالية، يعوض بها سنواته الـ37، واليوم يعود ميلان ليبدأ مشواراً جديداً نحو المجد الذي لا يعشق سواه على مر السنين نحو الكأس ذات الأذنين. صحيح أن بريق الكرة الإيطالية لم يعد كما كان في السابق، وصحيح أن الأندية الإيطالية هذا العام ودعت مبكراً في المسابقتين الأوروبيتين، ولكن يظل لها سحر خاص يجذبنا إليها، فالمعلومة تقول ،إن الذي يعشق كرة القدم الإيطالية والدوري الإيطالي من المستحيل أن يجد متعته في مكان آخر، وعاشق الكرة الإيطالية، وفي ومخلص ولا يسمح لنفسه أن يخونها، فهو متعلق بها في كل حالاتها، في ذروة أمجادها وعز كسادها، ولا أبالغ لو قلت إنه يراها دائماً الأجمل بفضائحها وفسادها. واليوم يحق لإيطاليا أن ترقص طرباً وسعادة فقد عاد ميلان المرعب والبعبع المخيف، ومع هذه العودة على أوروبا أن تعد العدة، وأن تظل على أهبتها مستعدة فقد عاد الرهيب والذي قال عنه هيربرت كيلبن أحد الإنجليز الثلاثة المؤسسين: “سنكون فريقاً من الشياطين، ألواننا الحمراء والسوداء هما النار والخوف التي تثير الرعب في قلوب المنافسين”. Rashed.alzaabi@admedia.ae