يوم 20 من أكتوبر الماضي، كتبت في هذا المكان زاوية بعنوان “الرسالة وصلت” أكدت فيها أننا تعودنا عندما يقول الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة كلمة، لا سيما إذا كانت تخص الإعلام والإعلاميين، فهي دستور عمل، وميثاق يرسم للمهنة طريق النجاح، وكانت الزاوية بعد لقاء سموه بأبطالنا من فرسان الإرادة الذين حققوا 69 ميدالية متنوعة وقتها في دورة ألعاب الشرق الأوسط بسوريا، ويومها وجّه سموه رسالة إلى الإعلام بمختلف أطيافه بالاهتمام بهذه الفئة بما يواكب عطاءها الرياضي الذي هو مدعاة فخر لهم ولنا، ويومها أيضاً أكدت أن رسالة سموه، غالية وعزيزة علينا جميعاً، وأنها دستور عمل لنا جميعاً. واليوم، يبدأ على أرض أبوظبي، الملتقى الدولي لرياضة المعاقين، برعاية سموه، في تأكيد أولاً أن سموه، مهموم ومشغول إلى أقصى درجة بهذه الفئة، وضرورة أن تتضح معالم الطريق التي علينا أن نسير فيها لتحقيق تطلعاتهم وطموحاتهم، والدفع بهم نحو الإنجازات باحترافية، تستفيد من التجارب العالمية. وإضافة إلى اهتمامها الدائم بأبطالنا من الرياضيين المعاقين، ومتابعاتها لكل شاردة وواردة تخصهم، فقد حققت “الاتحاد” انتصاراً مهنياً بشهادة كل المتابعين وأولهم فرسان الإرادة أنفسهم، خلال الأيام الأخيرة، بملفها الشامل والرائع الذي أجاب عن سؤال واحد «المعاقون .. ماذا يريدون»، وفوجئت الساحة بأن تتواصل الإجابة على مدار حلقات ست، آخرها اليوم، في تحقيق، هو بالفعل كما وصفه اتحاد المعاقين على لسان أمينه العام، جاء أقرب إلى الدراسة العلمية والمنهجية، ويقدم اليوم توصيات ومقترحات، أعتقد أن تفعيلها كفيل بأن يضع حداً لمعاناة تلك الفئة، وتترجم تطلعاتها، على المستويات كافة. لقد انطلقت”الاتحاد” عند تصديها لهذا الملف، من مسؤوليتها التي دفعتها من قبل، لتبني قضايا شتى، سواء على صعيد الكرة أو غيرها، واستحق الرياضيون المعاقون أن نقدم لهم هذا الطرح الصحفي غير المسبوق في التعاطي معهم، وهو طرح لا نروّج به لأنفسنا، وإنما ننشد من خلاله أن نقدم جزءاً من رسالتنا، وأن نكون ممن ينفع الناس، و”يمكث” كلامه في الأرض. وقد سعدتُ كثيراً بما كشف عنه أمين السر العام لاتحاد المعاقين، في تصريحات تنشر له اليوم، أكد فيها أن “ملف الاتحاد” سيكون ورقة عمل من الأوراق التي يشهدها الملتقى الدولي، وهي شهادة في حقنا بأننا قدمنا ما يرضي أصحاب الشأن أنفسهم، وأننا بالفعل قدمنا عملاً متوازناً من كل النواحي، يستحق أن يوضع على طاولة النخبة والمهتمين برياضة المعاقين، وهذا أثمن لدينا من كل شيء، وأرفع وسام يتقلده أي صاحب قلم. المهمة لم تنته عند حدود النشر، ولكنها من وجهة نظري، بدأت لتوها، وبانتهاء الملف، وأيضاً بانتهاء الملتقى الدولي غداً، على المسؤولين، والمهتمين برياضة فرسان الإرادة أن يجلسوا، وأن يضعوا كل المقترحات، سواء التي قدمناها نحن في “الاتحاد” أو سيقدمها المختصون المشاركون في الملتقى، موضع الدراسة والبحث، حتى تكتمل الفائدة، وحتى نعزز القيمة الحقيقية، سواء من نشرنا، أو من الاستضافة، وليس شرطاً أن نأخذ بكل التوصيات، ولكن المهم أن نبدأ، وأن نترجم الكلام إلى عمل، فالأخير هو الحقيقة الباقية. كلمة أخيرة: من اليوم، أغادر البلاد، في مهمة مهنية، أستميحكم عذراً في التوقف خلالها عن كتابة الزاوية، وإن كنت لن أتوقف عن العمل، وعن الانتظار معكم لصباح جديد كل يوم، يشرق في قلوبنا حباً لهذا الوطن. mohamed.albade@admedia.ae