مضى أسبوعان تقريباً ونحن نحاول أن نجتمع كل يوم.. ويكون الجواب غداً.. ولكن لو تسمحوا ليس في نهاية الأسبوع ولا بدايته ولا في العطلة الأسبوعية !! هكذا نخطط اليوم وغداً نؤجل خطواتنا، ولا نشعر بشيء، فغداً موجود وإذا لم يكن غداً فأكيد بعد غد. الزمن يسقط من حساباتنا، كل الأمور ممكنة طالما هناك يوم آخر في انتظارنا، خطواتنا تتأرجح بين الساعة وأخرى. وأحلامنا تتبع خطواتنا، تتأجل الأحلام، ليس لأنها مستحيلة بل لأننا إما نخطو ببطء نحوها أو نؤجلها، وربما لا نعرف أحلامنا، هناك فئة كبيرة من الناس لا تعرف ما تريد أو بماذا تحلم؟ هي تنام وتستيقظ ولا تجد من الحلم سوى صورة واحدة قابلة للنسيان. ويبدو أن خطواتنا التي نقوم بها أحيانا هي كذلك قابلة للنسيان، معظم الأشياء المؤجلة تبقى مؤجلة حتى تصبح غير صالحة للاستعمال. الرغبة في الوصول إلى هدف ما تدفعنا إلى المشي وأحيانا الجري حتى نصل، ولكن بين نقطة الانطلاق ونقطة الوصول هناك محطات تجذبنا وتنسينا الهدف من هذه الخطوات، وكلما زادت هذه الوقفات في حياتنا أضعنا الهدف لأنه بات هناك مئة هدف آخر، وبدأنا ننحرف في اتجاهات متعددة لا نعرف لها نهاية. حاولت وصديقاتي وضع خطة محددة تقوم على أهمية أن نجتمع وتأييد الكل بأهمية الاجتماع، إلا أن الخطة هذه متوقفة على اتفاقنا على المبدأ وتعذرنا عن العمل على أساس هذا المبدأ. وبمجرد أن أدركنا وجود الوقت الكافي بين أيدينا نبدأ في توزيعه، «لا أستطيع أن أجتمع اليوم، هناك عمل» «آسفة.. هذه العطلة الأسبوعية لا أستطيع حقاً» «تعرفين ساعات العمل طويلة وإرهاق ولا يوجد وقت للجلوس مع العائلة، إذا العائلة أولاً»، في الحقيقة هذه ليست مجرد أعذار هذا واقع نعيشه «زحمة الحياة»، ولكن يجب أن نعمل على تنظيم السير والمرور في أمورنا الصغيرة قبل الكبيرة. الفوضى غالباً ما تجعل خطواتنا نحو المجهول، لأنها حتى إن أدركنا ما نريد لا نستطيع أن نصل إليه. ربما نكون قد خطونا ألف خطوة وخطوة، ولكن هناك خطوة واحدة من شأنها أن تغير الخطى والمسار بأكمله، هي تلك التي تبدأ من أحلامنا وتترجم على أرض الواقع، لذلك يجب أن لا نؤجل أحلامنا حتى لا تتعثر خطواتنا. ameena.awadh@admedia.ae