بعد 156 حلقة تلفزيونية أعيد بثها على أكثر من قناة لأكثر من أربع أو خمس مرات، انتهت ملحمة العشق الحرام بانتحار سمر واستقرار مهند باكياً حزيناً عند قبرها على مسمع ومرأى من الجميع، العشق الحرام الذي اختارت القنوات أو القائمون على إنتاج المسلسل أن يخففوا وطأة الوصف فعرض علينا تحت اسم العشق الممنوع، وتعميماً للفائدة ربما أو تثبيتاً لقيم المسلسل وأفكاره فإن ملخصاً لكل أربع حلقات منه يعاد يومياً حيث يحرص المراهقون الذين تابعوه على إعادة متابعته مجدداً.
حصد المسلسل نسبة مشاهدة عالية جداً، كما حظي بحصة الأسد من الإعلانات، واستأثرت بطلاته باهتمام الجمهور الذي تبرع نفر منه بإنشاء صفحات لهن ولأزيائهن على مواقع الفيس بوك تحظى بدخول مكثف لايحظى به الدكتور محمد البرادعي مرشح الانتخابات الرئاسية المصرية، أما البطل الوسيم والمدلل مهند فحكاية أخرى من التهافت والإعجاب، بعد أن عاد متوجاً بالشهرة والمعجبات والانتظار على أحر من الجمر، فلماذا كل ذلك ؟ وما هي حكاية العشق المحرم وليس الممنوع كما أوهمونا ؟
العشق المحرم هو مسلسل صال مخرجه وأبطاله وجالوا في ممرات وغرف قصر باذخ كما هي عادة المسلسلات التركية، لينسجوا قصة بدأت بالغرام وانتهت بالفاحشة بين الشابة الجميلة سمر والسيد مهند، وحرمة العلاقة نابع من أن سمر “خانوم” هي زوجة عم مهند، الذي يسكن مع عمه ويتلاعب بزوجته بينما يخطب ابنته في الوقت نفسه، هكذا عاد مهند، بعد حكايته مع نور وآلاف القصص التي نسجت عنه وعن إعجاب نساء العرب به إلى درجة تهدم بيوت وأسر وتفرق أبناء وآباء وأمهات بسبب نظرة مهند وجمال عيون مهند، عاد مهند بعد أن بشرتنا القنوات بعودته لأيام طويلة ومن خلال حملة منظمة ومبرمجة قوامها جملة واحدة مؤثرة ذات دلالات لا تخفى “عاد مهند”.
عاد مهند وكأن الكل بانتظاره أو يجب أن يكونوا بانتظاره، وتلقف هداياه وما أحضره معه، فبماذا عاد مهند ؟ وما الذي يتوجب علينا تقبله منه ؟ ليس سوى قصة العشق المحرم التي عرضت على مدى 156 حلقة متواصلة انتهت بانتحار زوجة العم الخاطئة، وتعلق كل القلوب بها، أعني قلوب الشباب والشابات الصغيرات، دون أن يقول المخرج أو يكتب أي تنويه عن رفضه أو تأطيره لهذه العلاقة المحرمة شرعاً وقانوناً وأخلاقاً، والتي لا علاقة لها بالحب والعشق بقدر ما لها علاقة بالزنا المحرم أصلاً بين المحارم.
ماذا استفاد المشاهد العربي وتحديداً الجيل الصغير الذي تابع العمل وأغرم مجدداً بمهند وسمر، بماذا خرجنا أكثر من هذا الاعتياد اليومي الذي تسرب بنعومة الى وجدان المراهقين وعقولهم حول العلاقات المحرمة، وهنا فلابد من لفت الانتباه الى أن المسلسل رفع سقف المحرمات من علاقات محرمة وقتياً بين ابن الباشا والخادمة، بين السائق والخادمة ، بين الأم وصديق زوجها إلى علاقة محرمة قطعياً بين شاب وزوجة عمه، العلاقة التي أثمرت حملاً دافعت عنه سمر ورفضت التخلص منه رغبة منها في الحفاظ بالجنين في مشهد مؤثر استدر – جهلاً وتأثراً - تعاطف البعض.
حين يصل سقف تمرير الأفكار الخطيرة لهذه الدرجة فماذا علينا أن ننتظر مستقبلاً ؟



ayya-222@hotmail.com