يجب أن نشيد باللجنة الفنية لاتحاد الكرة والتي قدمت الصالح العام على الخاص وضحت بأهم لاعبي المنتخب في كأس الخليج القادمة رغم أهمية هذه البطولة ومكانتها الخاصة لدينا، وذلك من أجل إتاحة المجال لهؤلاء اللاعبين للمشاركة مع المنتخب الأولمبي في الألعاب الآسيوية ومع الوحدة في مونديال الأندية. والإشادة الأكبر يستحقها السلوفيني كاتانيتش مدرب المنتخب الذي كان موقفه إيجابياً من القرار فلم يعاند أو يكابر كما يفعل المدربون في العادة، بل انضم إلى اللجنة الفنية ودخل معها في خندق المصلحة العامة، فمن النادر أن يأتينا مدرب ويضحي بأمجاده الخاصة من أجل المصلحة العامة. كل مدرب يهمه أن ينجح حتى لو كان ذلك على حساب فشل الآخرين والقاعدة تقول إن مدرب المنتخب الأول دائما يردد “أنا ومن خلفي الجميع”، فيلغي من حساباته مصلحة الأندية أو منتخبات المراحل السنية ولا يفكر سوى بنفسه والأغرب أننا كنا نصدقه في كل ما يقول ونبصم على طلباته، وعندما يضحي كاتانيتش بأهم الأسماء التي من الممكن أن تصنع له الفارق خلال المشاركة الخليجية فهذا أمر جديد لم نعتده من قبل، وتخيلوا لو كان الفرنسي ميتسو في موقعه، فأكاد أجزم أنه سيملأ الدنيا صراخاً وسيبدأ في التمهيد وتبرئة نفسه من فشل قادم ومتوقع. هذا ما نحتاجه وهو أن نتحد تحت مظلة المصلحة العامة وعلى كل منا أن يؤمن أن نجاحه لا يمكن أن يكون بالتقليل من الآخر أو محاولة إفساد عمله ولكن بالتعاون والتكاتف، فالحياة منظومة يقوم من خلالها كل إنسان بدوره. ولكي نفعل ذلك لابد لنا من ترتيب أولويات وهي التي وضعتها اللجنة الفنية على الطاولة فرأت أنه من غير المجدي حرق المراحل والتضحية بمنتخبنا الأولمبي الذي يسير بخطة منظمة منذ سنوات طويلة ولا يمكن في هذه المرحلة تفتيته وإضعافه بالاستغناء عن ابرز لاعبيه حتى لو كان الثمن هو الفشل في كأس الخليج القادمة. أن نخسر بطولة خير من أن نخسر عملاً امتد على مدى سنوات وهذا ما آمنت به اللجنة الفنية وتجاوب معه كاتانيتش الذي وضع مصلحة كرة الإمارات العامة قبل مصلحته الخاصة ومن هنا فهو يستحق منا الإشادة والتقدير والإعجاب منقطع النظير. وتبقى الحياة عبارة عن اولويات والنجاح سلسلة من حلقات فيرى قصار النظر أن النجاح الوقتي هو غاية المرام، أما الحكيم فهو الذي يؤمن بالتخطيط السليم، ويسير على سياسة طويلة المدى حتى لو حصد نجاحه الآخرون. ralzaabi@hotmail.com