“إعطاء العامل أجره قبل أن يجف عرقه” مبدأ إنساني وإسلامي تضعه دائرة القضاء مبدأ ومسلكاً في التعامل مع العمالة، الأمر الذي يجعل هذه الشريحة في مأمن من تجاوزات الشركات وفي سلام مع النفس واستسلام للحقيقة.. في غضون أسبوع استطاعت الحلول البديلة في المحكمة العمالية في دائرة قضاء أبوظبي أن تحل 900 قضية ضد إحدى الشركات وأن تسترد نحو مليون درهم. وهذا ما يثبت الوعي والجدية والصدق والاهتمام بالعامل وبجهده الذي يبذله كونه شريكاً أساسياً في عملية التنمية والبناء.. وما من شك أن مثل هذه الأخلاق الإنسانية العالية التي يلقاها العامل في بلادنا تساهم بشكل جدي في النهضة الاقتصادية ومزيد من العافية الاستثمارية الذي يتمتع به اقتصاد بلادنا، لا غريب على هذا البلد، في أن يكون دوماً في صف العامل، ودون هضم حقوق المستثمر ودائماً يضع العين نصب الحقوق التي يجب أن تكون محفوظة وبأيدٍ أمينة ما يجعل العامل يمسح العرق ويشمر الساعد، وهو على ثقة من أن عرقه لن يذهب جفاء، وأن تعبه لن يضيع أدراج الرياح بل إن الحقوق المصانة تؤكد حقيقة أن العامل عندما يغادر بلده ثم يحط رحاله على أرض الإمارات ينام على سرير الغربة مطمئناً، قرير العين هانئاً فلا قلق على الأبناء يسغبه ولا خوف من انتهاك حقوق، يقضبه.. وقد استطاعت الحلول البديلة أن تضع المتوازيات التوفيقية التي تؤسس لعلاقات متكافئة في الحقوق والواجبات وفتحت المجال واسعاً للتوفيق بين المختلفين دون إضرار بهذا الطرف أو ذاك وبأساليب حضارية ترتقي إلى المستوى المتميز إنسانياً الذي تبوأته بلادنا وحققته خلال عقود من سن التشريعات والقوانين والنظم لحماية الإنسان أياً كان وصيانة حقوقه وإتاحة الفرصة له في أن يعيش على أرض، كما زرعت بالخير فإنها مفروشة بأحلام الناس البسطاء الذين جاؤوا ليكسبوا لقمة العيش دون منغصات أو منكدات أو مكدرات، أو عقبات. كل هذه الحلول لم تأتِ من فراغ بل إن وراءها عقولاً تفكر وبصائر تدبر وقلوباً تعمر بالإيمان بقيمة الإنسان أياً كان لونه أو عرقه أو دينه، حتى أصبحت بلادنا واحة غناء تتلون بأصناف البشر، يعيشون تحت سقف الأمان، ويفترشون سجادة الأحلام الجميلة.. والقوانين والحلول التي وضعتها الإدارة العمالية في دائرة قضاء أبوظبي وضعت حداً جازماً، حاسماً، قاصماً، لأي انحرافات من قبل أصحاب الشركات هذه الحلول التي تؤسس لمستقبل يبنى على الثقة ويشيد على أركان عتيدة، لا يمكن القفز عليها، ولا يمكن كسرها، وهي حلول تنبه النفوس القافلة، وتحذر المتجاهلة وتصد المتعمدة في الإخلال، بقيم البلاد وأخلاق الناس فيها ومبادئ الإسلام الحنيف، الذي علم الإنسان ما لم يعلم.. قيم عالية، بأخلاق يتجلى فيها سمو الناس المخلصين