بعض المواقف السلبية في دورينا تثبت أن الاحتراف لم يصبح واقعاً بعد لدى البعض، وهناك من اكتفى من التجربة بالمسمى دون أن يتحول هو الآخر من هاوٍ إلى محترف، وبما أن الأندية أصبحت تدفع بسخاء، وطالما أن اللاعبين أصبحوا في سوق الاحتراف وكأنهم في بورصة الذهب والألماس، فلابد أن يدركوا في المقابل ما لهم وما عليهم، لأن المعادلة لا يمكن أن تسير من طرف واحد، هو من يعطي بينما الطرف الثاني يبتسم غير عابئ بشيء. بالطبع هذه المقدمة تنطبق على كثيرين، وهناك من لاعبينا من يقدم كل ما لديه سواء منذ أن كان هاوياً أو بعد أن صار محترفاً، ولكن في نفس الوقت هناك مواقف تحتاج إلى تفسير منطقي ومقبول، لأنه لا تفسير لها في مفاهيم الاحتراف الحقيقية. ومن بين هذه المواقف ما حدث من محمد عبد الله حارس مرمى اتحاد كلباء في مباراة بني ياس وما قاله بعدها، فقد مني فريقه وهو «الكابتن» برباعية، وعلى الرغم من أنه ساهم بجهد وافر في الحد من مضاعفة النتيجة لصالح السماوي، إلا أن هناك هدفاً من الرباعية لا يمكن تصور أنه ليس مسؤولاً عنه. والخسارة واردة، وأن يتسبب الحارس في هدف أمر وارد أيضاً، ولكن القيادة تحتاج إلى «كاريزما» خاصة وتعامل حذر مع التصريحات، وليس من هذه المواصفات ما قاله حارس الاتحاد بعد المباراة، حين أكد أنه لم يكن جاهزاً للعب وأن المدرب هو الذي أصر على الدفع به، فمثل هذا الكلام السكوت عنه أفضل، وإلا كيف تصدى هو نفسه لكرتين خطيرتين، ثم من المسؤول عن عدم جاهزيته إن كان ذلك حقيقة؟.. أليس هو نفسه حين توقف عن المشاركة مع فريقه بعد مباراة الوحدة في الجولة الثانية التي خسرها الكلباوية بثلاثية، بداعي أنه سمع أن مدير الفريق حسن سعيد والمدرب باتريسيو حمّلاه مسؤولية الخسارة من العنابي، وغاب محمد عبد الله عن مباراة الأهلي ليحقق فريقه التعادل وليحصد النقطة الوحيدة حتى الآن في غيابه. وبعيداً عما قاله حارس اتحاد كلباء وضرورة أن يدرك أن قيادته للفريق مسؤولية، فقد استحق بني ياس الفوز الذي سعى إليه، ورد سنجاهور على من شككوا في إمكاناته بهاتريك وضعه على عرش الهدافين بستة أهداف، ولم يشفع لاتحاد كلباء أداءه الجيد في الشوط الثاني فقد أنهى «السماوي» الأمور مبكراً. أما مباراة الشباب مع النصر، ففيها عنوان التقلبات التي يشهدها دورينا، بل إن التقلب لم يعد من مباراة لأخرى، وإنما من شوط إلى شوط، ففي الوقت الذي راهن المتابعون على الشباب بحكم المعطيات السابقة، بدا النصر كالإعصار في الشوط الأول الذي سجل فيه أهدافه الثلاثة، وجاء الشوط الثاني ليتبدل الحال ويتبادل الفريقان الأدوار، فنرى الشباب هو عميد الشوط الأول، وعادت الأجنحة إلى الجوارح لتحلق ولكن بهدفين لم يحولا دون هزيمة الأخضر، وإن أبقيا على طاقة الأمل في أن يعود. كلمة أخيرة: حقاً.. إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب محمد البادع | mohamed.albade@admedia.ae