أوقد المعرض السنوي العام للفنون التشكيلية أمس شمعته التاسعة والعشرين مؤكدا ومصرا على استمرار المشروع الابداعي الجميل الذي افرز تجارب تشكيلية مهمة على مدار كل تلك السنوات الماضية، تجارب امكنها ان تتحقق وتلمع بما قدمته من اختلاف يستحق التوقف عنده كثيرا ورفع التحية له عاليا. ياتي هذا المعرض العام ليؤكد على الدور الريادي الذي لعبته ومازالت تلعبه إمارة الشارقة على صعيد الثقافة خصوصا، في مسيرة دولة الامارات العربية المتحدة، الشارقة التي اخذت على عاتقها منذ بدايات تحقق الدولة القيام والاعتناء بالمشروع الثقافي الذي جمع كل الوان الطيف الثقافي في الدولة، من المبدعين المواطنين والاخوة العرب، حيث كانت المساحة مفتوحة للجميع كي يجربوا ويغامروا في مساحة الابداع، كتابة ورسما وتمثيلا وإخراجا، أن ينجزوا مشاريعهم الابداعية في رحابها. فمن الشارقة وما قدمته للعمل الثقافي والابداعي في البدايات وحتى الآن، نحن نقطف اليوم الثمار، حيث تغيرت خريطة الابداع وكبرت المشاريع الابداعية وحيث الافق بات مفتوحا بكل جمال إلى ابعد من حدود الوطن. لقد أسهمت جميعة الامارات للفنون التشكيلية في الشارقة في المسيرة الابداعية بشكل كبير من خلال استيعابها كل الفنانين التشكيليين في الامارات واطلاقها بالتعاون مع دائرة الثقافة والاعلام بالشارقة المعرض التشكيلي السنوي العام الذي كان لي شرف تغطية الدورة الثامنة والتاسعة منه صحفيا، حيث كان المعرض يجمع بالاضافة إلى أعضاء جمعية الإمارات للفنون التشكيلية من الفنانين المحليين والاخوة العرب المقيمين في الدولة، تجارب من الدول العربية الشقيقة ومن الوجوه التي استقطبها المعرض اتذكر الفنان السوري الكبير فاتح المدرس ( 1922 ـ 1999) الذي كان لي ايضا شرف التعرف عليه والجلوس معه في حوار جميل. لقد كان المعرض بمثابة احتفالية تشكيلية كبيرة على مستوى الفن التشكيلي في الدولة، وكذلك كان كورشة فنية كبيرة يلتقي فيها الفنانون التشكليون ليطلعوا على تجارب بعضهم البعض ويتناقشوا في تفاصيل الفن التشكيلي واختلافات مدارسه والتجريب والتطوير الذي يشهده عالميا.. فمنذ تلك السنين ساهم المعرض العام في تكريس تجارب اثرت المشهد التشكيلي المحلي وكانت ومازالت سببا رئيسيا في الالتفات الضخم حاليا إلى الفن التشكيلي المحلي، اسماء لم تقف عند حدود تجربتها بل ساهمت ايضا في رفد المشهد التشكيلي المحلي بتجارب جديدة، ومن هؤلاء الفنانين الكبار نتذكر حسن شريف بما قدمه من تجربة تشكيلية كبيرة تمتد من مطلع تأسيس الدولة، تجربة اسست لما يمكن الاصطلاح عليه بالفن الحديث، وكذلك فنانين على سبيل الذكر لا الحصر الفنان عبداللطيف الصمودي (1948 ـ 2005م) ونجاة مكي ومحمد يوسف وعبيد سرور وحسين شريف، ومحمد كاظم ومحمد احمد ابراهيم، وعبدالكريم السيد وغيرهم من الفنانين الذين نرفع لهم التحية والاحترام والتقدير والمحبة لما قدموه من تجارب تشكيلية اثرت الساحة التشكيلية المحلية ومدت افقها بعيدا تتنشق الهواء النقي وتقول لنا ان الفن مرتكز لسمونا عاليا حيث الجمال. saadjumah@hotmail.com