إذا كنا ننسى فالتاريخ لا ينسى، سيبقى دائماً أمامنا حاضراً في أذهاننا يذكرنا بأفراحنا وأتراحنا وانتصاراتنا وانكساراتنا، فالتاريخ كتاب لا يترك شيئاً دون أن يدونه، وإذا كان يذكر أن العين توج بطلاً لآسيا عام 2003 ووصيفا عام 2005، كما حقق الوصل والعين البرونزية الآسيوية، ولم ينسَ وصول الوحدة إلى الدور نصف النهائي في نفس البطولة قبل أربع سنوات، فهو أيضاً لم ينسَ ما تعرضت له أنديتنا خلال السنوات الثلاث الماضية من هزائم وانتكاسات يندى لها الجبين.
سيذكر التاريخ أن الأهلي في عام 2009 توج بلقب دوري المحترفين وشارك في كأس العالم للأندية، ولن ينسى كذلك أن الفريق في تلك السنة شارك في البطولة الآسيوية واحتل المركز الأخير في مجموعته برصيد لا يتجاوز نقطة يتيمة وخمس هزائم.
وسيذكر التاريخ أن الوحدة في العام الماضي فاز ببطولة دوري المحترفين وشارك في كأس العالم للأندية، كما لن ينسى أن الفريق نفسه في العام ذاته شارك في البطولة الآسيوية ولم يحصل على أكثر من ثلاث نقاط وثلاثة أهداف وخمس هزائم.
وسيتذكر التاريخ أن الجزيرة بطل الثنائية هذا الموسم رغم أنف الذين لا يزالون متمسكين بحسابات الأرقام، والفريق الأكثر جاهزية، والذي يضم في صفوفه أفضل اللاعبين، ومع ذلك لن ينسى هذا التاريخ أن الفريق شارك هذا العام في البطولة الآسيوية ولم يحقق بعد خمس مباريات سوى نقطة واحدة مقابل أربع هزائم والخامسة يبدو أنها قادمة في الطريق، وهو صاحب أقوى خط دفاع في مسابقة الدوري هذا العام ولم تهتز شباكه أكثر من 16 مرة في 17 مباراة فقد تعرضت شباكه لنفس العدد من الأهداف في خمس مباريات ضمن البطولة الآسيوية.
ولا أعلم ما هي حكاية الرقم خمسة، فقد دون التاريخ بين صفحاته الكثير من الخماسيات خلال السنوات الثلاث الأخيرة ووصل مجموعها إلى ست خماسيات في مرمى فرقنا بواقع خماسيتين في كل عام، ناهيك عن الفرق التي تتعرض لخمس هزائم في كل عام.
إذا كنا نسينا، فالتاريخ لا ينسى، وإذا كنتم ستنسون، فالتاريخ سيبقى شاهداً عليكم يطاردكم في كل مكان، يذكركم بتعملقكم محلياً وتقزمكم خارجياً، يذكركم أنكم قدمتم على ضوء نتائجكم وتكرار هزائمكم أسوأ صورة لأنديتنا في الخارج، وأن كرة الإمارات تعرضت على أياديكم لأبشع عملية تشويه، ولن ينسى التاريخ أن أنديتنا التي أنفقت أكثر من مليار درهم من أجل المنافسة محلياً ليست سوى حصالات نقاط للفرق التي نواجهها آسيوياً.


Rashed.alzaabi@admedia.ae