تستقيم الأشياء عندما تكون الغاية هي الارتقاء والتقييم من أجل تحسين الأداء، ولكن عندما يكون الهدف هو تصيد الأخطاء، يتحول النقد إلى سلاح قاتل وحق يراد به باطل وعندها يؤدي الدواء إلى استفحال الداء. ما الذي يريده ذلك الشخص وما سر الهجوم المتكرر في كل موسم على أبرز حكام الجيل الحالي والذي يعتبر نموذجاً إماراتياً مشرفاً ويمتلك سيرة ذاتية مذهلة حافلة بالألقاب، فهل يعقل أن نغض النظر عن تلك السيرة الرائعة وعن شهادة القاصي والداني ونستمع إلى كلام ذلك الذي امتطى صهوة حصانه وأصبح فجأة علامة زمانه، ليحاول التقليل من شأن علي حمد وهو الذي لم تقدم كرة الإمارات في قطاع التحكيم من هو أفضل منه سوى علي بوجسيم. فعندما يأتينا الهجوم من الغريب قد نختلق له ألف عذر ولكن عندما يأتي من ابن الوطن الذي يحاول النيل من مواطنيه فلا بد أن نطالبه أن يصمت وأن لا يرمي الناس بالحجارة وبيته من زجاج. هل فقد الذاكرة؟ وإذا فعل فدعونا ننعشها له لعل وعسى أن يقف عند حده ويتذكر أيام مجده، ألم يكن من الحكام الذين مروا مرور الكرام ولم يترك ذكرى طيبة، فلماذا يصر على استغفالنا وكأننا لا نتذكر عندما كان حكماً يشار إليه بالبنان ليس لتميزه ولكن عندما كان يخرج من الملعب تحت حماية رجال الأمن، هل نسى أو تناسى كل ما سمعه من كلمات جارحة وما ارتكبه من أخطاء فادحة، فهل باستطاعته أن يتبرأ اليوم من صنيع البارحة. واليوم أصبح يرتدي العمامة الكبيرة وغلبت عليه الغيرة وهي طبيعة بشرية موجودة، أحياناً تكون محمودة إذا ما تم تسخيرها لصالح المنافسة الشريفة، ولكنها بغيضة عندما تكون بهدف التجريح وتكون ناراً يسعى نافخو الكير فيها إلى إشعال الحرائق وتأجيجها حتى تلتهم الجميع. كان الله في عون ناصر اليماحي، فعندما تتحول ستوديوهات تحليل أداء الحكام إلى منابر للثأر والانتقام ويهاجم السلف الخلف، وعندما يتناسى حكام الأمس وأبناء المهنة أن قرار الحكم يتم اتخاذه في جزء من الثانية، يكون “عوق الحكام” منهم وفيهم وعندها تختلط المفاهيم وتضيع هيبة قطاع التحكيم. النقد سلاح قاتل وعلى الأخص عندما يصدر من شخص جاهل ومن حكم كان في يوم من الأيام فاشلاً، لا يحمل سيرة ذاتية تشفع له أو تاريخاً نجهله، وعندما تكون الغيرة مقترنة بالحقد فلا بد أن نتجاهل تاريخ علي بوجسيم وأن ننكر تميز علي حمد. راشد إبراهيم الزعابي | ralzaabi@hotmail.com