إذا كان هناك من حقيقة في أداء المنظمة التي تطلق على نفسها “هيومن رايتس ووتش”، فهي أنها منظمة تحترف خلط الحقائق لغايات في أجندتها المشبوهة. وقد سبق أن كتبت عنها في هذه الزاوية بأنها “هيومن لايز” أي منظمة “ أكاذيب”، وما زلنا نتذكر أكاذيب اختلقتها العام الماضي حول أوضاع العمال في جزيرة السعديات التي تستعد للتحول إلى أكبر منطقة ثقافية في المنطقة لدى اكتمال مشروعات شركة التطوير والاستثمار السياحي، لتعكس توجهاً جاداً لأبوظبي لتصبح منارة للإشعاع الفكري والتواصل الحضاري الإنساني، فبعد أن اتضح للقاصي والداني ما وفرته أنظمة وقوانين دولة الإمارات للعمالة الوافدة من حقوق وامتيازات وظروف عمل جذابة تغري الملايين من مختلف المهن من كافة أرجاء العالم للقدوم للعمل في الإمارات، لم تجد منظمة تلفيق واختلاق الأكاذيب ما تدعو إليه سوى الزعم بأن هناك المزيد من العمل المطلوب من شركة التطوير والاستثمار السياحي وشركة سولومون جوجنهايم اللتين تعملان في الجزيرة لبناء المنطقة الثقافية، وفي مقدمة هذه الأشياء ما قالت إنها “رسوم استقدام”. والمنظمة تعلم قبل غيرها أن الكثير من هؤلاء العمال يتعرضون للإساءة والاستغلال في مواطنهم الأصلية على يد مكاتب تتقاضى منهم رسوماً باهظة، يضطر معها العامل في الكثير من الأحايين للاقتراض أو بيع ما يملك للفوز بفرصة عمل في الإمارات، ولا أعتقد أن منصفاً سيحمل الإمارات مسؤولية ما يقع خارج أراضيها لهؤلاء العمال، ورغم هذا، كان لوزارة العمل في الإمارات اسهام ملموس بإجراء اتصالات مع سفارات البلدان المصدرة للعمالة لإبلاغ السلطات المسؤولة في بلدانهم ضرورة حماية هؤلاء العمال مما يتعرضون له على أيدي تلك المكاتب والعصابات المرتبطة بها، كما قامت وزارة العمل بجهد كبير للغاية في مجال تعريفهم بقوانين الدولة ووفرت لهم العديد من التسهيلات لتمكينهم من الوصول إلى حقوقهم في حال تعرضوا لأي أمر قد يحول دون حصولهم عليها، وما مبادرة “اليوم المفتوح” التي تجري في ديواني الوزارة في العاصمة وفي دبي، إلا واحدة من تلك المبادرات التي حرصت عليها الدولة لحماية هؤلاء العمال، والذين تنظر إليهم الإمارات على أنهم شركاء في التنمية التي تشهدها البلاد، لا مجرد عمال يتقاضون أجر عملهم. وقبل أيام اختتم العمل بالقرار الحضاري الإنساني الذي تقره الوزارة لمدة ثلاثة شهور في صيف كل عام، بعد أن ودعنا الصيف، وهو قرار يمنع العمال من العمل تحت الشمس من الثانية عشرة ظهراً وحتى الثالثة والنصف بعد الظهر، حماية لهم من إصابة محتملة بالإنهاك الحراري أو ضربات الشمس. وقد سبق في مناسبات عدة أن زرت جزيرة السعديات والمنطقة الثقافية التي يجري العمل فيها لبناء فروع لأشهر متاحف العالم، كما زرت سكن العمال الذي ـ ومن دون أدنى مبالغة- هو أقرب لفندق متقدم التصنيف منه إلى سكن عمالي. وأتذكر أن أحد السفراء الأجانب بعد جولة له في الجزيرة والسكن العمالي قال معلقاً “ توفرون كل هذا للعمال، وتريدونهم بعد ذلك أن يغادروا”!!. وأخيراً إذا كانت هناك من مناشدة فهي لشركة التطوير والاستثمار السياحي لتجاهل افتراءات منظمة “لايز ووتش”، والتفرغ لإكمال مشروعات تزيد من وهج إشعاع أبوظبي وإسهاماتها الحضارية تجاه الإنسانية. علي العمودي | ali.alamodi@admedia.ae