بعض العابثين، لايمكنهم العيش في بيئة نظيفة مثالية، متكاملة المرافق والخدمات وفي أماكن صحية، فهذه الفئة الشاذة تحب العبث والتخريب والتشويه والتشويش دوماً، وتعيش على إهدار الأموال العامة والخاصة، ولايهنأ لها بال ما لم تمارس أعمالها الشيطانية، والتي تنم عن مرض نفسي، وعقدة داخلية، ومأساة تعيشها, وجوف وفراغ وسطحية في عقولها، وتفكيرها غير السوي. اليوم دولتنا ومؤسساتنا الحكومية حريصة كل الحرص على إظهار مدننا والمرافق الخدمية المختلفة، والحدائق، والممرات والجسور والأنفاق وغيرها من الأماكن والمرافق، والمباني بأبهى وأحلى صورة، وتنفق عليها الملايين من الدراهم لإظهار جمال المدن، ولتأمين المرافق الخدمية للمستخدمين والمقيمين والزائرين، كما تعمل على تأمين الصيانة والمتابعة اللازمتين لها، وهو ما يعزز من مكانة الدولة وصورتها في عيون المقيمين على أرضها، والزائرين لها، ليعودوا إلى أوطانهم بانبهار، وصورة إيجابية عن الدولة، ولكن فئة العابثين، وهذه الأيادي الطويلة تأبى إلا أن تنال من هذه الجهود وتضع بصمتها السوداء أينما ذهبت، وتخرب وتبعثر الجهود، وتهدر المال العام والممتلكات العامة والخاصة. فئة العابثين هذه لايحلو لها ذلك النجاح فتمتد أياديهم لتنال من تلك المرافق، والعبث بها وبالساحات والشوارع والجداريات التي تزين الجسور والأنفاق، ليشوهوها بعبارات وألوان و”شخابيط”، والتطوير وتتخطى حدود ذلك لتصل إلى المرافق الحكومية ومعدات السلامة والأمن التي تسعى الجهات المسؤولية لتأمينها في كل منطقة وشارع وحي. وبحكم موقعنا الجغرافي تحظى الشواطئ باهتمام كبير وعناية خاصة باعتبارها متنفساً للمواطنين والمقيمين والسياح الذين يقصدون مدننا للاستمتاع بشمسنا الدافئة، ولتأمين أعلى درجات الراحة والأمان لمرتادي الشواطئ تحرص الجهات المسؤولة على توفير أعلى معايير الأمن والسلامة لمرتادي تلك الشواطئ من خلال توفير المرافق الخدمية من حمامات ومغاسل وغرف تبديل، وحتى أطواق النجاة المنتشرة على طول الشواطئ، ولكن الغريب والملاحظ أن هذه المعدات التي قد تسهم في إنقاذ حياة شخص في يوم من الأيام تتلف وتسرق وتخرب بعد أيام من تأمينها، ولنا مثال حي، شاطئ كورنيش أبوظبي الجديد الذي راعت فيه البلدية توفير خدمة تفوق الخمس نجوم لكن الكثير من المرافق العامة التي شيدت ووضعت لخدمة المتنزهين ومرتادي الشاطئ اتلفت ونال منها العابثون، وخربوا ما خربوا وسرقوا ما سرقوا، إن تلك المشاهد حين نشاهدها تحز في نفوسنا وتدعونا للاستغراب والدهشة من هذه الفئة المريضة الساعية لتشويه كل جميل والعبث بالمال العام، كما تدعونا لمراقبة هذه الفئة والعمل على وقفها بكل حزم وقوة وجماعية، فليس رجال الأمن ومسؤولو البلديات والجهات الحكومية هم وحدهم من يتحملون مسؤولية حماية مرافقنا وجمالية مدننا، إن المجتمع بأكمله مطالب بالتصدي لمثل هذه الظواهر والعادات التي تنال من المال العام وتشوه مناظر مدننا، وتحرم المجتمع من الاستفادة والانتفاع من مرافق وخدمات أقامتها الدولة لخدمتهم. محمد عيسى | m.eisa@alittihad.ae