تمر بنا الحياة في مسارها الجميل، في مسارها الفرح ومساراتها المؤلمة.. فمنذ تفكيرنا الأول نطمح ونحلم بالجمال يطوقنا إلى الأبد.. منذ ذلك الفرح الطفولي بالأشياء والأحبة، ببيوتنا، بالغرف الواسعة وحوش المنزل المفتوح على عدونا البريء وسقوطنا من الخطوة الأولى ومعاودة الحبو والتجريب كي نسير على القدمين، بأزقة حوارينا وأهلنا الطيبين في السلوك والكلام وكل حرف من لسانهم.. منذ ذلك الزمن تعلمنا أن نصر على الجمال وألا ننكسر ونتراجع عن محبة الحب والحياة. ??? يأخذنا النهار، يأخذنا الليل نحو الفرحة، حيث كان بكاؤنا يختتم بضحكة، بجمال لا يعرفه إلا أولئك الذين يحدقون جيداً في تفاصيل الطفولة ويتخيلون ويكون الخيال حصانهم الذي يعبر المحيطات والبحار ويسير على الماء ويقطف من فضاء الكون نسمة تسرح على خد ملكة جمال. فالخيال روح الحياة.. الخيال منجاة الذين تسقط عليهم الحياة التعب كصخور.. والأحلام ذاتها تحمل صخرة سيزيف عالياً، حيث الأمل بالوصول لا ينقطع. لذا أيتها الحياة الفاتنة نزرع الورد لك ونقدم في حضورك نظرة نقية من عيوننا. ??? أيتها الحياة أحببناك في سيرنا نحو تحقق الجمال فينا، وتوجنا شمس اليوم المشرقة بخيوطها على بحرنا وعلى جبالنا وعلى وجوهنا.. على المدى البعيد الذي ترنو إليه أفكارنا، ومددنا محبتنا إليك، جعلنا قلوبنا تدق في لحظة الحب، وفتحنا صدورنا كي نحضن البهاء الذي يأتي ويقول لنا أحبكم. فلن نخذل الوردة النقية المتفتحة في قلبكِ، لن نخذل الطفل الذي ينظر إليكِ وينتظر.. الطفل الذي يحلم بنا كي نكون فرسانه.. ونكون الشمعة التي تذوب وتشتعل كلما ساح الشمع. لك عيوننا أيها الصغير الوحيد في المتاهة.. لك على الانتظار الطويل روح الكتابة والقصيدة، لك الشعر كله وتلك القصة التي كتبتها شيطانة الليل وساحرة البحر، ملكة القمر وبهاء التفكير. لك أيها الصغير كلما أقصي الجمال فينا أن نحبك أكثر وأن نكتب أكثر، أن نصر على ألا تنكسر الروح ولا القلب ولا التفكير.. وإننا في جمال فاتن إلى الأبد. ??? سيري أيتها الحياة وعلمينا كيف ننزلق ونضع القبح المستشري في المشهد خلف ظهورنا.. علمينا أن نحب وأن نتسامى، أن نقرأ ونقول.. نرقص ونضحك ونرسم، أن نحملك في إيقاع اليوم وسماحة البراءة وهي تزين ملامح وجوه الأطفال. saadjumah@hotmail.com