حاولوا حرمانه من حقه في تمثيل الدولة، وما حصل عليه بعرق لاعبيه وعلى مرأى من الناس عندما توج بطلاً للكأس، وكانوا يتحدثون عن نتائج كارثية، ويتغنون بالوطنية ويحذرون من الآثار السلبية التي سوف تترتب على مشاركة الفريق الآسيوية، ويتباكون على المقاعد التي قد تضيع بسبب مشاركة حكموا عليها بالفشل مسبقاً. ثم بدأ الإمارات يقدم عروضاً مبهرة وأحرج البقية، عادوا وأشادوا بما يفعله وتنصلوا عما قالوا ولاموا المشككين بالفريق الذي يقاتل على عدة جبهات ووضع التمثيل المشرف للدولة في مقدمة أولوياته، وبدأنا نبحث عن أولئك المشككين ولكنهم اختفوا أو لنقل تخفوا. ولما بات الإمارات قريباً من تحقيق الإنجاز الذي يحسب للوطن أولاً، وكان بحاجة إلى إجراءات استثنائية لتهيئة السبل أمامه ولتسهيل مهامه، وبينما كان يبحث عن عون اصطدم بفرعون، وبأناس لا يفقهون خذلوه ثم تحججوا بأكذوبة القانون. حدث ما حدث وسقط الإمارات في مباراة العبور والتي كانت ستقرب الفريق كثيراً من التأهل، وخسر أمام ذوب آهن في مباراة خاضها بتشكيلة ضمت لاعبين تحاملوا على أنفسهم رغم ما يعانونه من آلام وإصابات، وخلت من أهم لاعبيه الذين سقطوا ضحايا ضغط المباريات، وعدم مراعاة المسؤولين في لجنة المسابقات. واليوم عادوا من جديد فخلعوا فراء الحمل الطيب وبرزت أنياب الذئب الشرير، فقالوا لماذا شارك الإمارات، وهو أدرى بظروفه وصعوبة اللعب على جبهتين، اليوم أصبح الإمارات مخطئاً، وأنا أتفق معهم، لأنه كان يعتقد أنه يمثل الدولة التي يتشرف بحمل اسمها، ولم يكن يدرك أن هناك مسؤولين لا يرون أبعد من أنوفهم، فلم يحصل على الدعم المطلوب من أحد، ولم يقف معه أحد وفي يوم الحسم تركوه وحيداً، يحارب بمفرده. يتوقف دوري المحترفين عشرين يوماً حتى تخوض فرقنا مباريات تحصيل حاصل، أما الإمارات فأصبح على وشك الخروج بفعل فاعل فهو لم يكن بحاجة إلى أكثر من اجتماع طارئ وقرار عاجل، لم يعقد الاجتماع والدعم الوحيد الذي طلبه الإمارات ضاع، وهذا الدعم لا يزيد عن تأجيل جولة وهو لا يمثل نفسه سوى بمقدار ما يمثل الدولة. وأنا أكتب هذه السطور تذكرت عنواناً لرواية الكاتب البرازيلي باولو كويلو وهي “الفائز يبقى وحيداً” ورغم عدم معرفتي بمضمون الرواية، إلا أنني تخيلت أحداثها مما تعرض له الإمارات الذي قد لا يتأهل إلى دوري المحترفين، وفي البطولة الآسيوية قد يصعد وربما لا يصعد ولكن دعونا نعترف أنه منذ البداية وحتى النهاية لم يقف معه أحد. Rashed.alzaabi@admedia.ae