أدعو بعض البدالات الآلية لعدد من الجهات الخدمية في الدولة، وفي مقدمتها مؤسستنا العتيدة «اتصالات» إلى تغيير العبارة الترحيبية للمتصل بها بأن «مكالمتك تهمنا» الى «مكالمتك لا تهمنا»، بعد أن تفاقمت معاناة المتصلين مع هذه البدالات التي ترفع الضغط والسكر لمن ابتلي بهذه العلل. ومما يزيد من وطأة المعاناة العبارة التي يتضمنها التسجيل بأن المكالمة ستسجل لغايات الجودة. وقد فتحت «اتصالات» للناس أبواب خدماتها عبر الألياف الضوئية، واعتقدنا بأن مشاكلنا التقنية ستصبح شيئا من الماضي، فإذا بالخدمة الجديدة وبالأخص فيما يتعلق بالانترنت تنقطع من دون مقدمات، وتعود أيضا من دون أسباب واضحة، لتنهال الاتصالات على مقاسم «اتصالات» فلا تجد إلا البدالة الآلية والعبارة التي تتكرر على إيقاع موسيقى ترفع الضغط هي الأخرى. والملاحظ هنا أن المتصل عندما يضغط على زر الخيار الخاص باللغة العربية، لا يجد من يرد عليه. ولدى اختياره اللغة الانجليزية يتلقى ردا ولكن بعد ما لا يقل عن سبع الى عشر دقائق لمن يملك أعصابا باردة لتحمل الأمر حتى يشير عليه الفني بطرق إنهاء مشكلة الانقطاع في خدمة الانترنت من دون أن يقدم تفسيرا لما جرى لتفادي هذه المشكلة التي تضرب أهم خدمة من خدمات الاتصال بين الفينة والأخرى، بعد أن أصبحت عصب التواصل بين الناس على كافة الصعد سواء أكانت تجارية أو إدارية أو حتى اجتماعية. ويتخذ الأمر وضعا أسوأ مع بعض البنوك التي تزعم أنها ترعى عملاءها، وقامت بتجميد أو إلغاء خدمات الاتصال المجاني، ووضعت أرقاما مباشرة وعليها بدالات الكترونية من نوع «مكالمتك تهمنا»، فيجد المتصل في رحلة تكاد تكون بلا نهاية مع الضغط على أزرار الخيارات الطويلة، والانتظار الأطول. ولولا التكدس والازدحام المروري الذي تعاني منه طرقاتنا لقلت إن الذهاب الشخصي هو افضل الخيارات. إن الاتصال الهاتفي وسيلة من وسائل انجاز معاملات الناس والمراجعين، ولكنها تحولت من قبل بعض المصارف والشركات والدوائر عندنا إلى اداة من أدوات تعذيب المراجع الذي كان يرتجي خيرا من إدخال التقنية الحديثة لأداء هذه الجهات من خطوط مباشرة مجانية ساخنة وغير ساخنة، وخدمات الانترنت، والتعامل المباشر عبر تلك المواقع. في العديد من الدول الأوروبية والمدن الاميركية يعول المراجع على الاتصال الهاتفي والتراسل البريدي الالكتروني لإنجاز معاملته مهما كان نوعها، وحدثني صديق مقيم في بلدة بعيدة عن عاصمة أوروبية شهيرة كيف ظل لسنوات يتعامل مع الدوائر الخدمية سواء من حيث تجديد إقامته أو دفع إيجار شقته واشتراكات الكهرباء والغاز والماء من دون أن يزور أياً منها، وكان ينجز معاملاته معها عبر البريد الالكتروني والعادي والاتصال الهاتفي. إلا عندنا حيث تحول الأمر الى وسيلة لتعطيل مصالح المراجعين بدلا من مساعدتهم على إنجازها، وكل ذلك بزعم التطوير والارتقاء بالأداء. وقد حلت عبارة «مكالمتك تهمنا» محل عبارة كانت ولا زالت أثيرة عند غالبية موظفي الدوائر، وهي عبارة «مر علينا بكرة». ومن واقع تعاملي مع العديد من بدالات الدوائر الخدمية تبين لي أن أفضلها هي بدالة وأرقام طوارئ شرطة أبوظبي. وكان الله في عون من علق في الخط مع عبارة «مكالمتك تهمنا»!! علي العمودي | ali.alamodi@admedia.ae