هل صحيح أن المرأة – بحسب البعض - تتحمل جزءا من هذه النهاية التي آل إليها زوجها حين ترك كافة مسؤولياته الأسرية واعتمد عليها، فهي التي عودته على ان تقوم بكل شؤون المنزل، معتقدة ان حياتها معه ستبقى طويلا منزلا صغيرا يضمهما سويا مع طفل جميل، وبأن هذا الدور العائلي الذي تلعبه منفردة سيوفر لها دائما تلك الحرية والاستقلالية التي طالما حلمت بها، وذلك الدور المحوري الذي يجعلها الشخص الأكثر أهمية في المنزل على حساب تكامل الادوار بينها وبين زوجها، وهو الامر الذي تتفاجأ به لاحقا، حيث تبدأ الحقائق الكبرى في الظهور ويصبح من الصعب اعادة العجلة للوراء !! فالبيت قد اتسع والأولاد قد ازدادوا والمسؤوليات أصبحت اكبر مما كانت تتصور وأصعب مما تتحملها الزوجة لوحدها أو الأم بمفردها، ساعتها تكون الشكوى تحصيل حاصل، وكل أرض قد شربت ماءها كما يقول المثل الشعبي عندنا. ان المفهوم الخاطئ عند البعض والمتمثل في أن سعادة الحياة الزوجية يقتضي الاستعداد الكامل للتضحية عند المرأة مسؤول عن فساد الحياة بينهما ومنه يجب أن يبدأ التصحيح. ان التصحيح يبدأ بضرورة اعتراف المرأة والرجل بحقيقة أزلية هي أن الرجل رجل والمرأة مرأة، وأن لكل منهما دور ووظيفة ومسؤولية في الحياة وفي الأسرة وفي حياة الابناء، وأن ما يجب أن يقوم به الرجل لا يمكن أن تفعله المرأة والعكس صحيح، وأن سحب البساط من تحت أقدام الرجل تحت أية حجج ليس دليل حب أو تضحية، انه دليل على عدم وعي ستدفع الاسرة ثمنه غاليا فيما بعد حين يتخلى الاب عن مسؤولياته ويتحول الى ضيف شرف ! لماذا ترتفع نسب الطلاق في المجتمع؟ ولماذا يعتبر مجتمع دولة الإمارات خاصة والمجتمعات الخليجية بشكل عام من أكثر المجتمعات التي تزداد فيها حالات الانفصال ولا تصمد مؤسسة الزواج فيها سنتين أحيانا وفي أحسن التقديرات خاصة في السنوات الأخيرة ؟ لماذا الطلاق وبهذا الحجم في المجتمع؟ سؤال لابد من طرحه حيث يؤكد البعض ان فشل التكيف والتقارب بين الزوجين هو السبب، فحينما تتوالد الأزمات والمشاكل ولا نعرف كيف نبادر بحلها بأسلوب صحيح قائم على الارادة والرغبة في الاحتواء، فإن الطلاق سيكون هو الخيار الوحيد، وقد يلجأ البعض لاعتبارات كثيرة لإبقاء الزواج صامدا في شكله الخارجي بينما يحدث الانفصال الكامل بين الزوجين في داخل غرف المنزل، فلا حوار ولا تعامل ولا حقوق ولا واجبات، انفصال أو طلاق نفسي يتحرك خلاله الزوج خارج المنزل كما يشاء وتعاني الزوجة ضغطا أكبر، فإذا وجد بينهما أبناء فهم أقرب للضياع حتما ! خبراء شؤون الأسرة والزواج يؤكدون ان الزواج والتعامل مع الزوج أو الزوجة واحتواء أزمات بداية المرحلة كلها مهارات يجب أن يلم بها الرجل والمرأة معا، وهي مهارات سلوكية وعاطفية وعقلية يمكن تيسيرها للجنسين معا من قبل المؤسسات المجتمعية ذات الاهتمام بأمور الأسرة كالجمعيات النسائية ووزارة العمل والشؤون الاجتماعية ومراكز التنمية. ان دورات في كيفية الحوار بين الزوجين أو احتواء الأزمات الصغيرة، أو التكيف مع الشريك أو دبلوماسية الغفران والنسيان أو الحب الإيجابي صارت ملحة في مجتمعنا هذه الايام. مطلوب ان يضغط المجتمع على الإعلام كي يتحرك هو الآخر بإيجابية في الاتجاه نفسه فالمجتمع يضيع بينما نصر نحن على برامج تافهة واهمال تام لبرامج اعداد الشباب الراغب في الزواج من قبل الأسر والمناهج التعليمية والجمعيات ذات الاختصاص. عائشة سلطان | ayya-222@hotmail.com