يوم أمس الأول، أعلنت إدارة المرور بأبوظبي، عن إدخال أربعين رادراً قناصاً الخدمة، لضبط متجاوزي السرعات في شوارع العاصمة، بعد أن ضاقت ذرعاً من حالة الطيش والتهور التي لايزال البعض يمارسها على الشوارع، كإبراز لمهاراتهم المزيفة تارة، وبذريعة الاستعجال تارة أخرى، لكنها في حقيقة الأمر ما هي إلا إهمال وعدم التزام بالأنظمة والقوانين وعدم وعي، وقلة مسؤولية تجاة الغير، وتعريض أرواح ومستخدمي الطريق للخطر، والعبث بالممتلكات العامة، التي تنفق عليها الدولة ملايين الدراهم سنوياً، ولا نغفل الفئة الأخرى من متسببي الحوادث من لايملكون الثقافة المرورية، ولا القدرة، والخبرة الكافية للتعامل مع مركباتهم، والتصرف السليم والقانوني للسير على الشوارع.
هؤلاء نعاني جميعاً منهم أشد معاناة، ويشكلون قلقاً وازعاجاً وتهديهداً للجميع، هذه الفئة من المتخبطين الذين يسيرون من غير هدى بالشوارع، وكأنها ملك خاص لهم، لايشاركهم فيه ولا ينازعهم فيه أحد، وأنهم مرفوع عنهم القلم ومسموح لهم السير بأي سرعة يريدونها، وبأي حارة يرغبون أن يتوقفوا فيها، اينما ومتى شاءوا وينحرفون بأي اتجاة يبغون، فلا قانون سير يحكمهم، ولا لوحات إرشادية يلتزمون بها، ويحترمونها، فئة قد تكون للمرة الأولى تركب سيارات، ولكن الأقدار قادتهم الى أن يجلسوا خلف المقود ويسمون أنفسهم قائدي مركبات. هؤلاء في حقيقة الأمر، هم الخطر الحقيقي على الشوارع وهم من يستحقون الردع والضبط والمحاسبة على أفعالهم الشنيعة، التي من ورائها تكون الحوادث، وتأتي الكوارث.
إن القيادة في المقام الأول فن وذوق وأخلاق والتزام بالقوانين والأنظمة المرورية، ولكن للأسف الشديد ثقافة الالتزام بالأنظمة والقوانين غائبة عن معظم قائدي المركبات بشوارعنا، فترى الواحد منهم يسلك أقصى اليسار وفجأة تراه ينحرف الى أقصى اليمين والتوقف دون مراعاة الآخرين، وتجد آخرين أن همهم الأول ازعاج ومضايقة خلق الله في الشوارع، فتراه يلصق سيارته بسيارتك وأنت تقود بخطك وملتزماً بالسرعة القانونية ويريدك أن تفسح له الطريق بأي طريقة ممكنة، وإن كانت على حسابك وحساب الآخرين وارباك من في الشارع، ليمر بسرعة البرق التي يسير بها، وإذا لم تفسح له المجال، يلجأ إلى طرق ملتوية بالسير كالثعبان في الشارع ينعطف يمينًا ويساراً دون مراعاة لخطورة ما يقوم به.
وعودة لرادارات القناص التي دخلت الخدمة، فأراvها الحل الأمثل لضبط المتهورين بعد الممارسات السلبية التي يقوم بها السائقون عند مرورهم بالرادارات الثابتة، التي باتت مصدر بعض الحواردث جراء تخفيض السائقين لسرعاتهم فجأة عند وصولهم لهذه الرادارات، اما فيما يتعلق بتخفيض سرعة ضبط الرادارات على شوارع أبوظبي الخارجية، فإن بعض السائقين، باتوا يخفضون سرعتهم عند الرادارت وبعدها يسيرون بسرعات جنونية لتعويض فارق السرعة بعد تجاوزهم للرادارات الثابتة، وبالتالي فإن القناص من شأنه ضبط هؤلاء ووضع حد لتجاوزاتهم وسرعتهم الجنونية التي يسيرون بها الى الهلاك.


m.eisa@alittihad.ae