هل هز خبر وفاة ابن لادن العالم، مثلما هزت تفجيراته؟ أم أن الخبر مضى بدهشته الأولى، لأنه كان منتظراً منذ أمد بعيد، ويمكن وقوعه في أي لحظة، بالطبع هناك أناس حتى الغد لن يصدقوا أن الرجل مات، ولعل الظهور الأخير لصوت «صدام» الذي يعلن عدم شنقه، وانما من شنق شبيهه، سيدعم قناعاتهم التي يحبون أن تصدق كنبوءات كاذبة، فالعادة حين تبنى أسطورة حول شخص ما، فإنها تكبر إما بالكذب أو المزاح أو إضفاء هالة من نور بشأنه، وبشأن أعماله، وقدسية موته الأسطوري، أما أصحاب نظرية المؤامرة فهم بطبيعتهم يشككون في الرواية الأميركية الهوليوودية، ويعتبرونها فقط من أجل إضفاء شجاعة وبسالة يحتاجها الأميركيون واليوم أكثر، وإلا كان بإمكانهم أن يقبضوا عليه حياً، ويثبتوا للعالم معنى العدالة، ويحاكم كمجرم حرب أو إرهابي يطالب برأسه أهالي الأبرياء الكثيرين الذين قضوا في أماكن مختلفة من العالم، وقد يستطرد أصحاب نظرية المؤامرة أن ابن لادن بدأ عميلاً للاستخبارات الأميركية إبان الغزو السوفييتي لأفغانستان، والخوف من المد الشيوعي للمنطقة، فاستعمل هو ومن يعرف بالأفغان العرب كساتر ورأس حربة في تلك المواجهة، فهو من صنيعتهم، ولا يريدون للعالم أن يعرف الكثير، ويغير قناعاته، لذا صفوه جسدياً كآخر شخص يمكن أن يشهد على أحداث تاريخية هزت العالم، وشارك فيها منذ البداية وحتى الانشقاق وفي فترة الهروب الكبير في الجبال الذي منذ أن تخلى عن سكنى كهوفها، وعرف المنزل في المدينة حتى قادهم لمكانه، ورواية المنزل المسيج ومن غير أدوات اتصال، وفي باكستان، وبالقرب من أكاديمية عسكرية، يصعب تصديقه، ويصعب اقتحامه بدون أي مساعدة عسكرية واستخباراتية باكستانية ورشاوى مالية ضخمة، الغريب أن باكستان بعد الإعلان الأميركي عن مقتل ابن لادن قالوا إن دمه ضاع بين القوة الأميركية والقوة الباكستانية، واستعجلوا وبثوا صورة مفبركة على الإنترنت على أنها جثة ابن لادن، وهي صورة كانت منتشرة قبل سنتين، أما مبتدعو القصص حول الخبر الذي لم يعرفوه إلا من خلال حديث الرئيس الأميركي أوباما الذي سترتفع شعبيته، وستفيده في الانتخابات القادمة دون شك، بعدما تعثرت الكثير من خططه السياسية التي وعد بها في برنامجه الانتخابي، أولئك الناس سيقولون إن تأجيل الإعلان عن وفاة ابن لادن كان بطلب وتنسيق مع الإنجليز الذين هم لاعب أساسي في الهند وباكستان وأفغانستان، وحليف قوي للأميركان في حروبهم الخارجية، لكي يتم الانتهاء من الزواج الملكي، ولكي تتخذ العواصم العالمية الكبرى حيطتها وحذرها وتدابيرها الأمنية الاحترازية من أجل حماية سفاراتها في الخارج التي قد تكون الهدف الأول لاتباع ابن لادن ومنظمة القاعدة.. السؤال هل سيبقى موته دافناً سره، وكجزء من أسطورة ستكبر وتكبر مع الأيام!



amood8@yahoo.com