مذهلة هذه الشجرة كثيرة الأزهار، صديقة الشمس والحرارة، رائعة أزهارها مختلفة الألوان، أحبها كثيراً لجمالها وخصوبتها وسرعة نموها، فهي حنونة وجميلة، حيث تستطيع أن تبدل الجدران ذات الألوان الباهتة والمهملة والمتشققة إلى جدران من الأزهار بألوان زاهية ودائمة، لا تهتم بالطقس وتقلباته من الحرارة الشديدة إلى الرطوبة أو البرودة. يمكن لهذه الشجرة المزهرة أن تصعد عالياً لتزين الجدران والنازل وأن تمد غصونها الطويلة حيث يشاء صاحبها، وأيضاً يمكن أن تتحول إلى أشكال بديعة حسب ما يشتهي الإنسان. وحدها قادرة أن تعوض عن بستان من الأزهار والورود ويمكنها أن تدرج ألوان أزهاره حتى في جذع واحد، فقد تتحول إلى باقة أزهار جميلة ورائعة تحتل أي مساحة ترغب فيها، إنها مطواعة وبارعة في العطاء، لقد أحيت هذه الشجرة العظيمة الجميلة حياة الصحراء، فأجزلت بالأزهار الرائعة شجرة الجهنمية كما يطلق عليها محلياً صديقة لنا وودودة. لم تكن في القديم مثل هذه الشجرة موجودة أبداً، فنحن على الساحل لا نعرف غير أشجار النخيل واللوز والتين والغاف ولا نعرف من الأزهار غير أزهار شجرة الحباي أو الحباية وهي شجرة متسلقة وزاحفة تعطي أزهاراً كبيرة، في أوقات كثيرة يخاف منها الأطفال لأنها تجمع تحتها الحشرات والزواحف، ثم عرفنا فيما بعد أشجار الغويف وهي أشجار كثيرة الشوك تشبه أوراقها الصغيرة أشجار الغاف، ولذلك ربما سميت محلياً بهذا الاسم. في القديم لم يكن أحد يهتم بأشجار الزينة وليست لدينا بساتين أزهار ولا حتى تعطي الطبيعة أزهارا كثيرة، غير الخزامي في الصحراء وأشجار صغيرة في المزارع تعطي وروداً صغيرة صفراء، الحياة الآن تغيرت كثيراً والأشجار تعددت أنواعها وأشكالها والحياة المدنية في الإمارات قفزت مسافات بعيدة في عالم الزراعة والاهتمام بالحدائق والبساتين والأزهار، بل أصبحت الوردة والزهرة جزءاً مهماً من حياة الناس الآن، حيث تحولت المنازل إلى حدائق غناء وتحولت الشوارع والميادين والزوايا إلى لوحات وباقات ورد رائعة التنسيق والاهتمام بعالم الأزهار، بلدنا الجميل أصبح عالماً لا يمكن تصديقه هل هذه هي الصحراء القديمة. فقط جولة في شوارع مدننا من أقصاها إلى أقصاها وسوف تشعر بأنك تتجول في بستان رائع من الأزهار والورود، وبذلك تتجاوز الإمارات مدناً كثيرة عربية وأجنبية، بينما تظل أزهار الجهنمية هي سيدة الأزهار والأشجار جميلة العطاء على امتداد الإمارات، جميلة هذه الجهنمية بأزهارها البديعة. Ibrahim_Mubarak@hotmail.com