جمهورية كرة القدم على موعد مع سباق مثير بين السويسري جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم ومحمد بن همام رئيس الاتحاد الآسيوي في انتخابات الترشح على مقعد رئاسة هذه الجمهورية، والتي ستجرى في الأول من يونيو المقبل. وهذه المرة يدرك بلاتر أنه أمام أشرس خصم قد يهدد بقاءه على هذا المقعد لأربع سنوات أخرى، فهو ليس يوهانسون الذي نافسه عام 1998، كما أنه ليس حياتو الذي تجرأ ووقف أمامه في 2002، فهو يواجه أحد أذكى اللاعبين في الساحة، والذي كان له دور كبير في بقائه على هذا المقعد في المرات السابقة. ومنذ إغلاق الباب على طلبات الترشح وانحصار المنافسة بين الطرفين، بدأت الحرب الباردة بينهما، فكانت هادئة دبلوماسية في بعض الأحيان، وعنيفة وشرسة في أحيان أخرى، وهذا يعطينا مؤشرات مبدئية على المنافسة المنتظرة، كما أن فوز أي منهما في الانتخابات المرتقبة لن يكون مفاجأة، ولن يكون الفارق مفاجئاً أيضاً في حال كسب أحدهما الرئاسة بفارق كبير أو ضئيل من الأصوات. محمد بن همام يبدو واثقاً من نفسه متمكناً من قدرته على إحداث التغيير المطلوب، والذي تنشده بعض الدول التي ضاقت ذرعاً باستبداد الرئيس الحالي، ولعل أهمها انجلترا التي ترى أنها تعرضت لطعنة في الظهر بعد خسارة ملفها تنظيم كأس العالم 2018 لمصلحة روسيا. أما بلاتر فهو يراهن على التطور الذي أحدثه في المؤسسة الكروية منذ قفز على كرسي الرئاسة، والتضخم المالي الرهيب في حساباتها البنكية، وهو يغدق على الاتحادات الأهلية والقارية بجزء كبير من هذه الأموال، وهو ما قد يلعب دوراً كبيراً في حسم الأمور لمصلحته، خصوصاً اتحادات الدول التي تبحث عما تسد به رمقها ولا يهمها أمر تطوير اللعبة من بعيد أو قريب. وتجد الكثير من الدول حرجاً كبيراً في تحديد مرشحها المفضل في الانتخابات، فهي لا تريد أن تغضب بلاتر حتى لو كانت تميل إلى الطرف الآخر، وبالتالي يبدو أننا سنكون على موعد مع أكثر الانتخابات سخونة في تاريخ “الفيفا”، ولا أعلم ما هي المشكلة في تأشيرة بن همام التي لم يحصل عليها للدخول إلى الولايات المتحدة ومنعته من الالتقاء بأعضاء اتحادات الكونكاكاف في الكونجرس السنوي، وهل هي مؤشر حقيقي على حظوظه كمرشح عجز عن الحصول على تأشيرة دخول إلى الأراضي الأميركية فكيف سيحصل على تأشيرة الدخول إلى بيت الفيفا في زيوريخ رئيساً. Rashed.alzaabi@admedia.ae