إشادة، وشهادة نعتز بها ونفخر، إذ تأتي من مؤسسة دولية، تؤكد أن الإمارات من أكبر الدول المانحة في العالم. هذا ما صرحت به الدكتورة اليسار سروع، ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة. كيف لا وقوافل الخير تزحف ملبيةً نداء الاستغاثة، في الجهات الأربع، مانحةً اليد الطولى في العطاء، مقدمةً كل ما يلزم ويحتاجه فقراء العالم من مأكل وملبس، إضافة إلى المستشفيات والمدارس التي تُشيد على أرض البسيطة، من أجل نثر ورود الفرح في قلوب الملايين، ومن أجل بسط نفوذ الحياة السعيدة في نفوس المحتاجين، ومن أجل مطاردة الفقر وملاحقة المرض، وكسر شوكة الجهل، إيماناً من قيادتنا الرشيدة أننا نعيش في عالم واحد، وأننا نستقل قارباً واحداً، ونمضي باتجاه هدف واحد، لذلك لابد من الوقوف على آلام الناس، والسعي بكل جهد لتخفيف الأعباء عن كواهل المتعبين، ليبقى كوكبنا معافى مشافى من العلل والزلل والخلل. يد الإمارات اليوم تسعى لأن تكون مظلة ظليلة، وقدرة جليلة تسعد الناس أجمعين، وتعضدهم وتساندهم في أوقات العسر، وأزمنة القهر. يد الإمارات اليوم ترتفع هامة عالية، وقامة متفانية من أجل رفع الظلم، وكبح الضيم، وقشع الغيم لتمطر سماء الناس جميعاً غيثاً نقياً صفياً عذباً خالياً من غبار التعب، وكثرة السغب. يد الإمارات اليوم تسطع ناصعة ببياض العطاء والسخاء، فالعالم، الذي خربته الحروب ودمرت مكتسباته الضغائن والفتن، يحتاج إلى الضمير والعقل المستنير الذي يعطي ولا يمن، ويقدم ولا يكل، ويخطو خطوات حثيثة لبسط رسالة سلام حقيقي، منقوشة بمشاعر الحب والود، مغزولة بخيوط من حرير الوعي بأهمية أن يكون العالم أجمع ينعم بخير أمنا الأرض، ويهنأ بمقدراتها التي لو بذل فيها المقتدرون بما يستطيعون لما زحف فقير من أجل رغيف حاف، ولا هتف محتاج من أجل لقيمة بائسة. فلو تضامنت دول العالم وتكاتفت وفعلت كما تفعل الإمارات لإنمحت الأمية، واندحر الفقر، وتلاشى المرض من العالم، ولو فكرت دول العالم بالفقراء كما تفكر بجني السلاح المدمر لازدهرت الأرض بالحياة، وعمر الكون بابتسامة الفقراء، وأمطرت السماء من رضابها ما يشفي ويروي. الإمارات اليوم في المحافل الدولية مثال يحتذى به، ورمز ونموذج يقف سامقاً باسقاً متألقاً، والإمارات اليوم تترسخ في ذاكرة العالم كمنهل من مناهل العطاء الذي لا ينضب معينه، ولا يقطب جبينه، وما الشهادات الدولية والإشادات والتقارير إلا تصديق وعرفان بهذا الصنيع الرائع نتاج إرث حضاري وثقافي، لم يأت من فراغ، بل من أتون تاريخ صنعه رجال أوفياء نذروا أنفسهم جنوداً نبلاء لخدمة الوطن العالمي الواحد، ورفع شأنه وصقل فنه، ومنحه رؤية جديدة للحياة غير التي يحاول المهووسون بالموت تجذيرها في نفوس الأجيال. إشادات تجعل كل مواطن من أبناء هذا البلد أمام المسؤولية الإنسانية تجاه العالم وتحت راية الالتزام الأخلاقي الذي نهجته القيادة من أجل وطن عالمي واحد بلا علة أو زلة. علي أبو الريش | marafea@emi.ae