من جديد، عدنا إلى «سالفة» التقارير واللجان، من أجل خليجي 21 التي تداعب البصرة وتداعبها البصرة، وبغض النظر عن محبتنا للمدينة العراقية التاريخية، ومكانتها في قلب كل خليجي وعربي، إلا أن الأمر لا يمكن أن يمضي دائماً بذات السيناريو الذي مضى به قبل «خليجي اليمن» التي ظللنا حتى قبل انطلاقتها بأسابيع، ونحن لا نعلم هل ستقام أم لا، كما أنني لست أدري، لماذا أصبحنا نضع البطولة في الفترة الأخيرة بين المطرقة والسندان، مطرقة العاطفة وسندان استمرارها من عدمه. اليوم، من المفترض أن يغادرنا يوسف عبدالله، الأمين العام لاتحاد الكرة، إلى الكويت للمشاركة في اجتماع أمناء السر في اتحادات كرة القدم الخليجية، لمناقشة التقارير التي تم إعدادها، عن سير استعدادات البصرة لاستضافة “خليجي21” عام 2013، وذلك بعد الزيارة التي قام بها وفد أمناء التعاون إلى المدينة الرياضية بالبصرة، برفقة مهندس من كل دولة، لتفقد المنشآت، والوقوف على ما تم إنجازه حتى الآن، ومدى استجابة اللجنة المنظمة للشروط، وكان غريباً جداً أن يفصحوا عن أمر هذا المهندس الذي رافق كل وفد من كل دولة، وكأن البطولة أصبحت معرضاً خليجياً للمنشآت، أو كأنها باتت من التعقيد بحيث لا يستطيع مسؤولو الرياضة أن يفتوا فيها وحدهم، وهل كلما أطلت مشكلة أخرى أرسلنا مختصاً جديداً، فنرى غداً الأطباء والجيولوجيين ورجال الشرطة. أذكر وأثناء البطولة الآسيوية بالدوحة، أن الاتحاد نشرت حواراً مطولاً كان أشبه بالقنبلة مع مدير المنتخب العراقي وليد طبرة، تحدث فيه عن إمكانية إقامة البطولة هناك في بلاده، وتحدث الرجل وقتها عن أمور رأيناها منطقية وإنسانية، ولم يسلم وقتها من اللوم بسبب تصريحاته، ومنذ أسابيع سمعنا عن مطلب للاتحادات الخليجية، تريد فيه التأكد من خلو المدينة من أي عوائق صحية، وغيرها من علامات الاستفهام التي تطل برأسها بين حين وآخر، ناهيك عن المخاوف الأمنية في بلد شقيق، نحن أول من يدعو له بعودة الاستقرار، ولكن لأننا نخجل حد التورط، وكريمون حد البذخ، وعاطفيون إلى درجة التفريط، وحساسون من أنفسنا بالرغم من أن همنا واحد ومصيرنا واحد، وحتى لو انتقلت البطولة من بلد خليجي لآخر، فالمفروض أنها انتقلت من بيت أخ إلى شقيق.. ألسنا أشقاء؟ واللافت في عمل أمناء السر هذه الأيام، أنها تركت الأمور الكروية، وباتت تباشر أموراً هندسية، فقد عاينوا من قبل الوضع على الطبيعة، برفقة وفد من اللجنة المنظمة، واليوم يناقشون التقارير بشكل دقيق ومفصل، ثم يرفعون تقريراً لرؤساء الاتحادات الخليجية، ويتضمن نسبة الإنجاز في منشآت المدينة الرياضية والمراحل التي تم تنفيذها حتى الآن، قبل أن يقوموا بزيارة أخرى إلى البصرة في أغسطس، ليرفعوا تقاريرهم النهائية لرؤساء الاتحادات لاتخاذ القرار النهائي، بشأن استضافة البصرة لـ”خليجي 21”، ولا مانع من التأجيل والإرجاء وإضافة اجتماعين أو ثلاثة أو حتى عشرة، وربما عندما نحسم المسألة وإذا ما ارتأى رؤساء الاتحادات نقل البطولة، قد تعتذر عنها الدولة البديلة، والسبب أننا نتأخر كثيراً في حسم أمورنا. كلمة أخيرة الموقف يتضح بالكامل إذا أجبنا على السؤال: لمن ننظم البطولة.. الاتحادات أم الفرق والجماهير الخليجية، وماذا يريدان معاً؟ mohamed.albade@admedia.ae