ضمن قوانينها التنظيمية لتأمين حياة مستقرة وتوفير الراحة والأمان والاستقرار للسكان كافة، خاصة للعائلات، أصدرت بلدية أبوظبي، وبقية بلديات الدولة قرارات بتنظيم الإسكان ومنع إسكان العزاب بالأحياء السكنية وأعطت ما أعطت من الفرص، والإنذارات، والمهل الكافية من الوقت، لتطبيق قراراتها، ولكن تبقى هناك فئة مخالفة تسعى للتحايل على هذه القرارات، واستغلال بعض الثغرات بها لتحقيق مصالح شخصية وأرباح إضافية، خاصة أولئك المستثمرين الذين لا تهمهم المصالح العامة، بقدر حرصهم على مصالحهم الشخصية فتراهم يماطلون ويتحايلون، ويستغلون المرونة من الجهات المعنية، لتحقيق أكبر قدر ممكن من المكاسب المالية حتى وإن كانت على حساب أمن وطمأنينة المجتمع، واستقرار وراحة الأسر القاطنة بالأحياء السكنية، التي يكدس بها هؤلاء المستثمرون كماً من العزاب في بعض المساكن، وهو ما يجعل البلديات بين الفينة والأخرى تقوم بالتذكير بهذه القرارات والتشريعات، وما إعلان بلدية أبوظبي ودعوتها ملاك الفلل السكنية والعقارات في الأحياء السكنية إلى عدم تأجير العقارات السكنية لفئة العمال، بشكل فردي أو جماعي، وتأكيدها أهمية عدم تغيير أو تعديل تصاميم المباني وهياكل المباني لهذا الغرض، إلا تأكيد على أنه لا يزال هناك من يستغل الثغراث بالقوانين، لخدمته الشخصية بغض النظر عن المصالح العامة، والتي تحتّم على الجميع التعاون لمنع هذه الظاهرة والآفة التي تشكل قنابل موقوتة في الأحياء السكنية.
بعد تشريع القوانين والأنظمة، وتطبيقها، واستهلاك كل الفترات التي جمدت القرار مراعاة لمصالح المستثمرين، وإعطائهم الوقت الكافي للعدول عما يقترفونه من جرم بحق المجتمع، وتطاول على حرمات الغير، وتعكير صفو العوائل في الأحياء السكنية، لم يعد أمام هؤلاء المخالفين حجة، أو مبرر لاستمرار تجاوزاتهم ومخالفاتهم، كما يجب التعامل معهم بحزم وصرامة لتأمين سلامة أبناء المجتمع، خاصة الأطفال والنساء الذين شُلّت حركتهم، في أحيائهم السكنية.
أحد القراء بعث برسالة يشتكي فيها مرارة وضع حيّه، الذي غزاه العزاب عنوة، ويقول: أبعث إليك بهذه الرسالة بعد معاناة دامت عاماً كاملاً مع عزاب سكنوا بالقرب من منزلي في أحد الأحياء السكنية، وفاق عددهم الخمسين شخصاً، من جنسيات آسيوية، وهم كالقنبلة الموقوتة، لا نعلم متى ستنفجر، ودائماً نستحضر كارثة منطقة الحضارم قبل عدة سنوات، والمشكلة التي سببّها عزاب!! ونتساءل هل سيكون مصيرنا مشابهاً لمصير سكان تلك المنطقة التي اكتظت بالسكان حتى حدثت المشكلة وحينها تدخلت البلدية؟!!
وقد تقدمت مع بعض السكان في الحي الذي نسكنه بعدد من الشكاوى في هذا الموضوع، ولكن لات مجيب، فمفتش البلدية يأتي ويقوم بالتصوير، ومن ثم يرفع التقرير لكنه يختفي في البلدية، أو يتم تجاهله.
إن أعراضنا أصبحت فرجة، وأطفالنا حرموا حتى من اللعب أمام المنزل، والسبب في ذلك أن بعض من المستثمرين الذين احتضنتهم الدولة في ربوعها، قد اشتد ساعدهم، وها هم يتاجرون بأمن واستقرار مواطنيها.


m.eisa@alittihad.ae