منذ الإعلان عن تأسيس فريق للقوات المسلحة في منظومة الكرة الإماراتية، انتظرته في تلك المحطة التي وصل إليها، وكنت على ثقة بأنه سيصعد إلى دوري الهواة «أ»، مثلما أنا على ثقة بأن بقاءه لن يطول في هذا العالم، وأنه سريعاً سيصعد إلى دوري المحترفين، والسبب ببساطة أن عالم القوات المسلحة، مثلما هو نموذج للانضباط والتفاني في مهمته الكبرى وهي مهمة الذود عن الوطن، سيكون أيضاً نموذجاً للإصرار والتحدي في عالم الكرة، وحولنا الكثير من التجارب لفرق وأندية تنتمي سواء إلى القوات المسلحة أو الشرطة، أثبتت في عالم الاحتراف الكروي حضورها وعلو كعبها، والبعض منها حقق ما عجزت عن تحقيقه فرق تاريخية في دورياتها. وعلى سبيل المثال وليس الحصر لهذه التجارب، قريباً منا هناك نموذج نادي لخويا القطري الذي حقق كبرى المفاجآت الكروية في المنطقة، بحصوله على لقب دوري نجوم قطر، في أول مشاركة له بهذا العالم، وفي مصر هناك تجربتا حرس الحدود ونادي الجيش، والأول بات من الأرقام الصعبة هناك، وشق طريقه إلى المسابقات الخارجية، والسبب في هذه وتلك، هي الروح الواحدة في القوات المسلحة، والتي تمثل وقوداً لكل من ينتمي إلى هذا العالم المشرف والذي يمنح كل منتسبيه إحساساً غامراً بالاعتزاز والثقة بالنفس. كان أمس الأول هو يوم التتويج لفريق القوات المسلحة، بعد أن حسم مبكراً مسألة صعوده، وأراد فقط أن يحتفل أمام دبا الحصن، فلم يرد أن يحزن ضيوفه، وإنما أراد للاحتفالية أن تكتمل ويفرح الجانبان والجماهير فانتهت المباراة بالتعادل وحصل «البواسل» على درع الهواة، وفي مخيلتهم ذلك اليوم الذي يحتفلون فيه بدرع المحترفين. التحية واجبة لكل من وقف وساند هذا الفريق، ابتداء من الجهاز الفني والإداري وانتهاء باللاعبين، فجميعهم كانوا أبطالاً وما حققوه بمقاييس الكرة إنجاز كبير، وصعودهم من مرحلة لأخرى في عام واحد، هو دليل على أن لديهم هدفاً واستراتيجية، تستمد وقودها من عطاء هذا القطاع المشرف والزاخر بالمواهب. وأعتقد أن تجربة لخويا في قطر، وإن بدت مفاجأة أشبه بالإعجاز إلا أن تكرارها ليس مستحيلاً، لا سيما في ظل هذا التباين في المستويات الذي يشهده دوري المحترفين لدينا، والتذبذب الذي يتيح الفرصة لأي فارس جديد لشق طريقه بثقة واقتدار إلى الهدف الذي يتطلع إليه، كما أن فريق بني ياس يصلح هو الآخر أن يكون قدوة لكل من يؤمل في الصعود والمضي نحو القمة، فخلال عامين استطاع أن يصبح من ركائز الدوري، بعد الطفرة التي شاهدناها في أداء الفريق من حيث الأداء والنتائج. والتهنئة واجبة أيضاً لفريق مسافي، وصيف دوري الهواة «ب» والذي أعلم جيداً أنه يشهد عملاً كبيراً وضخماً، ولولا أن إمكانياته تكبله بعض الشيء لتمكن من تحقيق شيء كبير، وربما تشهد السنوات المقبلة، حضوره في عالم الكبار، ليشرب ويشرب المحترفون من نبع «مسافي». وأخيراً التهنئة لفريق رأس الخيمة، الذي تأهل لدوري “الهواة أ” بعد أن جاء في المركز الثالث، وقهر الظروف الصعبة، ويبدو أن “الخيماوي” في طريقه لكتابة تاريخ جديد، حيث كان قاب قوسين أو أدنى من الصعود إلى دوري الأولى في عصر الهواة، لولا خسارته أمام “السماوي”، وإن شهدت نتائج الفريق بعدها تراجعاً مخيفاً، ليهبط في الموسم الماضي إلى “الهواة ب”! كلمة أخيرة للنجاح عناوين وطريق الأمل يبدأ بخطوة قد تعدل خطوات، ومن تذوق طعم البطولة لن يستسيغ سواه. mohamed.albade@admedia.ae