ليستمر الغياب إلى مواسم قادمة ويظل الشارقة لا يحمل من بطولة الكأس سوى جملة من الذكريات السعيدة التي لاتغني ولا تسمن من جوع في ظل الحاضر الذي لا يعترف أبداً بالأسماء والمسميات والألقاب التي لا تمنح أصحابها بطولة بعد الغياب أو لقباً طال إليه الحنين منذ سنين. خرج الشارقة من الدور التمهيدي لكأس رئيس الدولة ليتأجل حلمه في استعادة لقبه المفضل، وكان الوداع هذه المرة مبكراً وعلى يد فريق مسافي الذي لا نبخسه حقه عندما نقول إنه مغمور، وهو الذي يلعب في دوري الدرجة الأولى “ب” لتكون هذه النتيجة هي كبرى مفاجآت الكأس، هذه البطولة التي تعتبر المفاجآت جزءاً لا يتجزأ منها ليس هنا فقط بل وفي كل أنحاء العالم. الخسارة ليست كارثة ولكنها بلا شك حزينة بالنسبة للشرقاوية الذين لم يتمنوا هذا الخروج المبكر، ولا شك أن الفريق ارتكب الكثير من الأخطاء التي أدت إلى هذا الخروج، والغريب أن الفريق هذا الموسم يقدم مستويات متميزة وكان آخرها العرض الرائع الذي قدمه أمام العين في ملعب الأخير وتمكن من انتزاع التعادل، وهو يلعب بعشرة لاعبين. خرج الشارقة وحرمت المسابقة من مواجهة مكررة وكانت منتظرة بين الشارقة والعين في الدور القادم، ومن حق أبناء مسافي أن يتباهوا بإخراجهم ملك الكأس الذي لم يعد يحمل من بطولته المفضلة سوى اللقب الشرفي ومع وجود إمكانية أن يخسروه في المستقبل القريب في حال تواصل الابتعاد عن المنصة والتتويج واقتراب فرق أخرى أصبحت على مرمى حجر من عدد بطولات الشارقة وعلى رأسها الأهلي الذي يمتلك سبعة ألقاب. ولم يكن خروج الشارقة هو الحدث الوحيد في هذا الدور، حيث خرج دبي أيضاً على يد دبا الفجيرة لتتواصل نتائج دبي السلبية وتنتقل من دوري المحترفين هذه المرة إلى ملاعب الكأس ولا نعلم إلى أين يسير الرمادي؟ كما كانـت خسـارة حتـا بالتسعـة أمام عجمان مفاجأة ليس بوقع الخسارة، ولكن بحجم النتيجة الثقيلة التي لا تليق بفريق كان قبل ثلاث سنوات أحد فرق دوري الكبار والأضواء. خرج الشارقة على يد مسافي وسقط دبي أمام بوابة دبا الفجيرة وانهار حتا أمام عجمان ولا تزال بطولة الكأس تحمل في جعبتها المزيد من الحكايات وتخبئ الكثير من الأسرار، فهي بطولة لا تفرق بين الصغار والكبار، بل بالعطاء والإصرار، وما خروج الشارقة على يد مسافي سوى إنذار أول. ralzaabi@hotmail.com