كل من تابع المؤتمر الصحفي الذي عقدته اللجنة المنظمة لمونديال الأندية، لا شك أنه انتشى وفرح بما قاله محمد خلفان الرميثي رئيس اتحاد الكرة، والياباني كتشيرو كاتو مدير بطولة كأس العالم للأندية في الفيفا، أو حتى ما قالته وجوه الحاضرين الذين وقفوا مجدداً على القدرة الإماراتية التي لا تحدها حدود، غير أن هذه القدرة الجبارة والهائلة بدت خجولة حين دار الحديث عن الجماهير، والحضور الذي شهدته النسخة الماضية من كأس العالم للأندية، وهو الحضور الذي لا يوازي حدثاً بهذا الحجم يجمع النخبة من أندية العالم يتبارون على أرض الإمارات، وهم ينثرون فنون السحر الكروي بكل الأشكال واللغات. أسعدتني كثيراً شهادة مدير البطولة بالفيفا، وإشادته بعمل اللجنة المحلية حيث شكرها مثنياً على أدائها، وتقريرها الذي اعترفت فيه بسلبية الجمهور في بعض المباريات، مبدياً ثقته أن هذا الاعتراف هو السبيل لعدم تكرار ما حدث، ومؤكداً أن عملاً بهذا الحجم لابد أن يقود أصحابه إلى النجاح، حتى في السلبية التي شكت منها اللجنة المحلية. كما كان الرميثي واقعياً وهو يستعرض الإعداد لاستضافة النسخة الثانية من المونديال على أرض الإمارات، مبدياً هو الآخر ثقته في حضور الجماهير بالنسخة المقبلة، ومؤكداً على خطة بديلة لم يفصح عنها للتعامل مع سلبية الجماهير في حالة تكرارها، والواضح لدى كل من تابع أن هناك عملاً كبيراً يحدث من أجل تلافي كافة السلبيات، والوصول إلى نسخة نموذجية من كافة الوجوه، وليس من ناحية الجماهير فقط. وعنوان العمل يتضح أكثر من الإعداد للمؤتمر ذاته، بعد أن تم تشييد خيمة وسط ستاد مدينة زايد، استدعت تراث الأجداد، واختزلت في وسطها كل أجواء الإمارات، وأطلت على المدرجات الفسيحة والملعب، وكأن اللجنة أرادت أن تقول للجمهور نحن هنا وسنكون هنا، فلا تكونوا أقل منا حماساً، وساهموا في إنجاح البطولة لأنها بطولة الجماهير الإماراتية، ولابد أن نترك انطباعاً أخيراً لدى الجميع من اتحاد دولي ودول مشاركة حتى اذا ما أردناها ثانية كان الأمر ممكناً وميسوراً، حيث ستعود البطولة بعد النسخة المقبلة إلى اليابان، ولكن بعد أن تكون قد ارتدت ثوباً عربياً أضاف علامة لمشوارها الناجح. وأعتقد أن التسهيلات المقدمة للجمهور في النسخة المقبلة غير مسبوقة، ومن شأنها أن تعزز من أمر الحضور، والإقبال على متابعة المباريات، فهناك تقنية “البار كود” الخاص بكل تذكرة لفتح الأبواب إلكترونياً، وبالإمكان شراء التذاكر عبر الإنترنت مع تحديد المقعد الذي ترغب فيه. كما أن فريق الكرة بنادي الوحدة عليه أن يدرك أن لديه واجباً تجاه جذب الجماهير، ليس فقط بحشد أنصاره ليملأوا المدرجات، ولكن بأن يخطط من الآن لعبور الدور الأول، وألا يكون مجرد ضيف شرف ومستضيف، وعن نفسي كم أتمنى أن تساند الأقدار البطولة، وأن نرى فريقي الهلال السعودي والأهلي المصري ضمن أبطال القارات، فإن لهذين الفريقين شعبية جماهيرية كبيرة من المؤكد أنها ستضيف بعداً للحضور. كلمة أخيرة: حين تشجع الجماهير في كأس العالم للأندية عليها أن تعلم في الأساس أنها تشجع نفسها.. تشجع الإمارات . mohamed.albade@admedia.ae