اتخذ اتحاد كرة القدم القرار الصائب والمنطقي، الأولوية لما هو رسمي وعفوا يا دورة الخليج.. المشاركة المتكاملة لمنتخبنا الأولمبي في دورة الألعاب الآسيوية بالصين خلال نوفمبر القادم لها الأولوية.. فإحد الميداليات ممكنة.. والمشاركة المتكاملة لفريق الوحدة في بطولة أندية العالم بأبوظبي في مطلع ديسمبر لها الأولوية.. من أجل كل ذلك.. من أجل تهيئة أسباب النجاح للمنتخب في دورة بحجم الآسياد.. ولنادي الوحدة في بطولة بحجم بطولة العالم للأندية، اتخذ اتحاد الكرة قراره الصائب بأن يلعب المنتخب الأولمبي بكل لاعبيه الأساسيين وأن يلعب نادي الوحدة بكل نجومه، وهذا يعني عدم مشاركة نخبة كبيرة من اللاعبين الأساسيين مع المنتخب الوطني في دورة الخليج حال إقامتها في اليمن مع نهاية شهر نوفمبر المقبل.. وتصل نسبة اللاعبين الذين سيتخلفون عن المنتخب الأول بدورة الخليج من 10 إلى 14 لاعباً يأتي في مقدمتهم نجم النجوم إسماعيل مطر ومعه من الوحدة أيضاً حمدان الكمالي ومحمد الشحي وسعيد الكثيري وفهد مسعود ومحمود خميس. وعلى صعيد المنتخب الأولمبي، سينضم إليه نخبة أخرى من نجوم المنتخب الأول من بينهم عامر عبدالرحمن وذياب عوانة وسلطان برغش وأحمد علي وغيرهم. لقد تعامل اتحاد الكرة مع الموقف بالعقل وبعيدا عن العاطفة، والذي دفعه لذلك هو تزامن البطولات الثلاث: الآسياد وبطولة أندية العالم ودورة الخليج، وهذا لا يعني على الإطلاق أن اتحاد الكرة تعامل مع دورة الخليج بما لا يليق بها.. بل على العكس، فالاتحاد أعلنها أكثر من مرة أنه يدعم ويساند اليمن إلى أقصى درجة ومستعد للذهاب والمشاركة، حتى لو كان في ذلك مجازفة.. ومن حسن الطالع أن كرة الإمارات حالياً زاخرة والحمد لله بالنجوم، وإذا كان لاعبو الوحدة أو لاعبو المنتخب الأولمبي سيغيبون فمازلنا نملك رصيداً وافراً من اللاعبين الذي يستطيعون أن يدافعوا عن ألوان المنتخب دون حدوث مالا يحمد عقباه.. بل في تقديري أن منتخبنا الوطني يستطيع أن يذهب من أجل المنافسة على اللقب بأي مجموعة من اللاعبين.. وأضم صوتي في ذلك مع صوت يوسف عبدالله الأمين العام للاتحاد الذي أعلن في مؤتمر صحفي أن المنتخب ذاهب إلى دورة الخليج باليمن من أجل المنافسة على اللقب. كرة الإمارات بدأت الآن وضع قدمين وليست قدما واحدة على الأرض، ولا أقول ذلك بسبب الفوز على الكويت قبل عدة أيام ودياً رغم أهمية ذلك معنوياً، بل السبب يكمن في وجود عدد يعد كبيراً - قياساً بالماضي- من اللاعبين الصاعدين الذين يملكون الموهبة من ناحية والقدرة على اللعب الدولي من ناحية أخرى، فكما تعرفون هناك من يتألق محلياً ولا يساوي شيئا دولياً. وغني عن البيان أننا بدأنا نلمس على الأرض تطوراً مرضياً جداً مع بداية السنة الاحترافية الثالثة، ونحن بالتأكيد لا نبحث عن قفزات، فهي دائماً مشروطة بمرور سنوات وسنوات، لكن الأهم أن تشعر أنك في الطريق الصحيح. أما بعد أقول دائماً إن دول الخليج لم تعد مثلما كانت، ويغضب مني أبناء المنطقة عندما أقول بطولة الخليج انتهت صلاحيتها، أو بلفظ أكثر تأدباً قامت بواجبها على النحو الأكمل وهذا يكفي، الزمن وتحولاته الهائلة سيثبت لكم صحة هذا الكلام ولو بعد سنين.. يا ترى من يعيش. mahmoud_alrabiey@admedia.ae