في ترتيب أفضل 1000 جامعة في العالم الذي صدر مؤخراً سيطرت الولايات المتحدة الأميركية كالعادة على المراكز العشرين الأولى ، وبالطبع وكما هو متوقع فقد خلت قائمة أفضل 100 جامعة وقائمة أفضل 500 جامعة، والطامة الكبرى أن تخلو قائمة أفضل 1000 جامعة أيضاً من أي جامعة عربية، بينما كانت إسرائيل متواجدة ب7 جامعات من أصل 15 جامعة موجودة فيها .
عربياً كان النجاح محدوداً بجداً ، فمن أصل أكثر من 180 جامعة ومعهد عربي لم يدخل القائمة سوى 6 جامعات عربية ،اثنتان عندنا من الإمارات واثنتان من مصر وجامعة واحدة من كل من السعودية والكويت وفلسطين ، بينما تمتلئ البلاد العربية بمئات الجامعات، التي لا تفعل شيئاً ولا تضيف لرصيد المعرفة والبحث العلمي والتطور أي قيمة ، سوى أنها تخرج سنوياً آلاف الطلاب الذين ينضمون لطوابير الموظفين الرسميين في مكاتب الحكومات هذا إذا حالفهم الحظ ووجدوا فرصة عمل مناسبة بعد التخرج وإلا فإنه سيكون عليهم الانضمام للطوابير الأخرى : طوابير العاطلين عن العمل وما أكثرهم في بلاد العرب !!
بإلقاء نظرة على الدول الخمس الأولى في الترتيب نلاحظ سيطرة أميركا المطلقة في التصنيف ، تلتها وبفارق كبير كندا ثم ألمانيا وبريطانيا وأستراليا ، وهذا ما يفسر إقبال الطلاب من كل العالم على الالتحاق بجامعات هذه الدول التي أتاحت لها حكوماتها فرصة البروز على خريطة العالم كدول منتجة للمعرفة ومصدرة للتكنولوجيا وهذا لم يأت من فراغ وانما بفضل استراتيجية محورها وأساسها التعليم الذي ترصد له هذه الحكومات الميزانية الأكبر التي توازي ميزانيات الدفاع القومي أحيانا ، لأنه لا فرق بين التعليم كصمام أمان ودفاع لرقي المجتمعات وبين الجيوش والدفاع الحربي كلاهما يصبان في خانة ضمان الأمن الوطني.
أما بالنسبة للجامعات العشر الأولى فالسيطرة كانت أميركية بطبيعة الحال ويكفي أن تعرف أن من بين الجامعات الـ200 الأولى يوجد 110 جامعات أميركية ، وهذا هو بالضبط ما يجعل الولايات المتحدة ظاهرة حضارية فريدة في التاريخ الإنساني بعيداً عن منهجيتها العسكرية والتسلطية التي ينتهجها رجال الحكم والعسكر.
أين يقع العرب بين كل هذه التصنيفات ؟ إنهم موجودون طبعاً لكنهم يظهرون بعد الرقم 1500 للأسف الشديد ، فوضع الجامعات العربية في التصنيف مخجل للغاية ، ذلك أنه من أصل 3000 مركز فإن للعرب 6 مراكز فقط !.
إسرائيل لديها 15 جامعة في التصنيف ، بعد أن دخلت في قائمة الـ (1000) جامعة الأولى سبع جامعات للعدو الإسرائيلي ، الجامعة الأولى عربياً استحقتها الجامعة الأميركية بالقاهرة وبذلك احتلت أفضل جامعاتنا العربية المركز 1518على المستوى العالمي ياللفضيحة !! الجامعة الثانية عربياً جامعة بير زيت الفلسطينية وقد احتلت الترتيب 1781، أما الجامعة الثالثة عربياً فكانت جامعة الإمارات العربية التي جاءت في المرتبة الـ1786 عالمياً ، تلتها كليات التقنية العليا الإماراتية في المركز الرابع عربياً والمرتبة الـ 1820عالمياً ، أما الجامعة الخامسة عربياً من السعودية جامعة الملك فهد للبترول والمعادن في المركز 1945 عالمياً ، والمركز السادس والأخير عربياً في التصنيف جامعة الكويت احتلت في التصنيف المرتبة 2460 .
ثم نسأل لماذا نحن متخلفون ، ولماذا نحن معتمدون على الغرب في كل شيء ؟ متناسين ما نردده بمناسبة وبدون مناسبة من أن العلم يبني بيوتاً لا عماد لها ، لكننا مصرون على بناء بيوتنا بأعمدة أخرى !!


ayya-222@hotmail.com