يستحق دورينا حتى الآن أن نشبهه بشاطئ للمد والجزر، لدرجة أننا تهنا، ومثلما انقلبت موازين الفرق اختلت معها موازين رؤوسنا، وأصبحنا نخاف أن نشيد بفريق ونحيي لاعبيه حتى لا يسقط بقوة في الجولة المقبلة، ونندم على ما سقنا للاعبيه من صفات وسمات. والمفترض في النقد أن يستند إلى معايير واضحة تسبق الأشخاص، ولكن ماذا نفعل إن كانت حتى تلك المعايير تتبدل من جولة إلى أخرى، فتشهد كل فنون الكرة من فريق في جولة، وسرعان ما تتبدل حال نفس الفريق فتراه وقد انفرط عقد لاعبيه وتاهوا في الملعب، وتحول الفوز العريض إلى خسارة ثقيلة، وفي المقابل ينتفض خاسر الجولة الماضية وكأن مساً من سحر أصابه فتحول إلى مارد. وبالرغم من أن جمال الكرة وحلاوتها يكونان في تلك المفارقات الأشبه بالبهارات، إلا أن تلك المفارقات لا يمكن أن تكون هي القاعدة، فهي لحظات الإثارة في مسلسل المفترض أن له عقدة رئيسية يسير فيها. ومن أبرز مظاهر هذا المد والجزر ما شاهدناه في مباراة الشباب والظفرة، التي انتهت بفوز الشباب برباعية، ولا ندري بعدها هل نقول الظفرة إلى أين؟، أم ننتظر لعله يفوز في الجولة المقبلة وبالعدد ذاته من الأهداف، خاصة أنه من دك مرمى الأهلي بهدفين في جولة الافتتاح، فدورينا ليس له أمان، يوم لك ويوم عليك، وإن بدت تلك حكمة نسلم بها، لكنها في ظل تقلبات المحترفين لا ندري من ستكون له ومن ستصبح عليه؟ عموماً، الفوز دافع للشباب، خاصة أنه ليس بعدد بسيط من الأهداف؟، وإنما برباعية تؤكد أن روح البطل داخل آخر متوج في عصر الهواية ما زالت تدعوه إلى استعادة أمجاده، وأما الظفرة فإنه يمتلك مقومات العودة في أي وقت، المهم أن يراها وأن يستجيب لها، ويطوعها لتحقيق ما يريد. وبالرغم من أن مباراة الجزيرة مع الوحدة خلت من الأهداف، إلا أنها كانت من المباريات الجميلة، فالفريقان تقاسما الأداء في الديربي، والتعادل طبيعي ومتوقع بين فريقين بهذا الحجم، يرى كل منهما في الآخر أفضل ميزان لقياس قدراته، سواء تلك التي صارت حقيقة أو ما هي في طور النمو، وباتت على أهبة النضج، وإن كان من ملاحظة على الأداء الوحداوي بالذات في ظل قيادة تيتي فتتمثل في قلة الأخطاء الدفاعية على وجه الخصوص، وهو ما يمثل تطوراً لافتاً في أداء العنابي. وحصد الاتحاد أول نقطة له في بنك الدوري بالتعادل مع الأهلي بثنائية وشكلت عودة محترفه الفرنسي جريجور كلمة السر في هذه النقطة، خاصة أنه من سجل الهدفين، ويبقى الأهلي هو الآخر عنوانا لحالة المد والجزر، خاصة أنه يخوض الموسم في ثوب المحاربين شكلاً، وما زلنا في انتظار المضمون. وفي مباراة النصر ودبي التي انتهت بثلاثية لصالح الأول، قدم العميد من جديد برهاناً على أن عمادته التاريخية ما زالت تسانده، فيما بدا دبي غير مستوعب لدروس الماضي القريب جداً، وأخيراً خسر بني ياس من الوصل بسبب أخطاء دفاعية فادحة وغير مقبولة هي أشبه بأخطاء الوصل في مباراته السابقة أمام الأهلي، ألم أقل لكم إنه المد والجزر. كلمة أخيرة دوام الحال من المحال، ولكن الشخصية الحقيقية يجب أن يكون لها عنوان mohamed.albade@admedia.ae