إذا ألقينا نظرة على المتنافسين في بطولة الدوري قبل خمسة مواسم أو أربعة أو قبل موسمين والموسم الماضي وحتى هذا الموسم نشاهد أسماء تتغير، فتختفي أحياناً وأحياناً تظهر ووحده الجزيرة الطرف الثابت، وكلهم فازوا بالدرع ووحده الجزيرة لا يزال يبحث ويفتش عن الذهب ووحده لا يزال يحلم باللقب. أليست مفارقة رغم ما يقدمه هذا الفريق الذي يمنح البطولة طعماً مختلفاً ولكنه يكتفي بإسعاد الجميع وينسى نفسه، ومع بداية كل موسم عندما نشاهده يرتدي حلته المتجددة نقول إن “الجزيرة غير”، فهو حديث المجالس ومرشح أول للقاصي والداني ولكنه في النهاية يكتفي بالمركز الثاني. ومع بداية كل موسم وكلما رأينا الجزيرة يقدم عروضاً متميزة ويظهر لنا قدراته ويبهرنا باستعراضاته نقول إنه موسم الجزيرة ويتكرر الحديث الذي لا نتعلم منه، فنقول سوف يصحح أخطاءه، وسوف ينتبه لخطواته، ولكن في النهاية نكتشف أننا لا نتعلم، وفي الموسم الماضي قلت إن “الجزيرة غير” ولكنه لم يكن سوى الجزيرة نفسه الغني عن التعريف ذلك الذي يرفض البطولة ويكتفي بالوصيف. ومن الحقائق أنه في المواسم الماضية كان لكل موسم بطل ولكن إذا جمعناها سنكتشف أن الجزيرة كان هو الأفضل في المجمل، فالفرق تفوز باللقب ثم تتراجع ووحده الجزيرة يحافظ على وتيرته كمنافس، والحقيقة الأكثر ثباتاً ودقة أن الفريق لم يتوج ببطولة الدوري حتى يومنا هذا، ومع ذلك يحاول ويعيد الكرة في كل مرة. التاريخ لا يعترف بالأفضلية، ولكنه ينحاز دائماً لمن يفوز باللقب ولذلك دعونا لا نكرر أخطاءنا وليعذرنا الجزراوية هذا الموسم لو قلنا إننا وعينا وتعلمنا، وبالتالي لن يخدعنا ولن تصبح نتائجه تدهشنا ولا مستواه سوف يقنعنا، كما كان يفعل حتى لو كان الأفضل وحتى لو تسلق إلى المركز الأول، ولذلك نقول إنه حتى الآن لا جديد يذكر، فالفريق مرشح للمنافسة، وهذا الذي اعتدنا عليه، كما أنه يقدم مباريات جميلة، وهو يمتلك مجموعة من أبرز اللاعبين ومدربا لا يشق له غبار، هو عميد المدربين ومع كل ذلك لا جديد. لا جديد حتى يثبت لنا الجزيرة أنه فعلاً هذا الموسم سيكون “غير”، ولن يحدث هذا حتى ينتهي الموسم على خير، وهو على القمة وفي أول القائمة وعندما يرفع لاعبو الجزيرة مدربهم براجا على الأعناق، وعندما ينقش اسم الجزيرة على درع المسابقة، وعندما يحتفل الجزراوية باللقب الكبير، إدارة ولاعبون وجماهير وعندها فقط سيكون من الجائز القول إن الجزيرة فعلاً “غير”. ralzaabi@hotmail.com