ما السر في الإصرار على بدء العام الدراسي – يحصل هذا منذ عامين - يوم الأربعاء، بعد إجازة العيد مباشرة وقبل عطلة نهاية الأسبوع ؟ هذا الدوام الذي ينقصه التخطيط الجيد للطلاب يشبه دوام الهيئات الادارية والتعليمية بعد امتحانات آخر العام وتغيب الطلاب وبداية الاجازة الصيفية، حيث يظل المعلمون يذهبون ويعودون لمدارسهم دون أي سبب منطقي ؟ اما منذ عامين فإنه يتوجب على اولياء الامور أن يستيقظوا باكراً ليذهبوا بأولادهم إلى مدارسهم الحكومية بعد أن يكونوا قد أخذوا كافة استعدادات واحتياطات بدء العام الدراسي، فماذا يكون في انتظار معظم هؤلاء ؟ معظم المدارس بلا مدرسين وغالبا ما يحضر موظفو الإدارة بعد أن تتجاوز الساعة الثامنة والنصف صباحاً مع أنهم من المفترض أن يكونوا قد استعدوا جيدا لبدء العام الدراسي وبدأوا دوامهم قبل الطلبة والطالبات بيومين !
تحكي إحدى الأمهات تجربتها فتقول “يبقى الأولاد ساعتين فقط في المدرسة يعودون بعدهما إلى البيت لعدم تسلم الكتب وعدم دخول المدرسين والمدرسات الى الفصول لعدم اكتمال الاستعدادات المدرسية ولعدم انتظام معظم الطلاب، فيطلب من الطلاب الذين حضروا التغيب في اليوم التالي لعدم الجاهزية ويفرض دوام الأحد نفسه كأمر واقع”، يفاقم الامر سوءا انعدام التواصل بين الجهات الادارية العليا المعنية بأمر التعليم - كمجلس التعليم أوالمنطقة التعليمية - وبين المدارس وأولياء الأمور للرد على استفسارات مهمة مرتبطة بالعملية التعليمية، خاصة في المناطق البعيدة التي يصعب على أولياء الامور الحضور منها للتوجه الى تلك الجهات للاستفسار ولطرح أسئلة قد تبدو بسيطة لكنها تهم أولياء الامور، لأنها غالبا ما تكون ذات صلة بتسجيل أو نقل أو تغيير بيانات أو أي اجراء له علاقة بالطالب أو الطالبة !!
يتبادل مسؤولو التربية ومدراء المدارس عادة الكثير من الاتهامات ذات الصلة بالنواقص وعدم الاستعداد والاهمال و... الخ ففي بداية العام يفيق الجميع الى وجود كم هائل من المتطلبات التي لم تستكمل في معظم مدارس القطاع الحكومي، وهي متطلبات ضرورية وحيوية ولابد لأحد المسؤولين في المدارس وفي الادارة العليا أن يبت فيها وأن يتابعها، ومعظم هؤلاء عادة لا ينتبهون الى أن هناك مدارس وطلاب ومئات التفاصيل الكبيرة والصغيرة الا في أول يوم دراسي حيث تظهر المشاكل على السطح وتبدأ الصحافة في التفتيش عن أدق الأمور كما يبدأ المسؤولون في تبادل اتهامات التقصير فيما بينهم، وكل ذلك لا يقود إلا إلى نتيجة واحدة: المزيد من ضياع الوقت والجهد وبالتالي خسارة الجودة والرقي والافضلية التي يسعى اليها صناع القرار من خلال اهتمامهم بالتعليم والتركيز عليه كمدخل أساسي لتطور الامارات ورفعة شأن أبنائها وكل المقيمين على أرضها.
ما يتوجب فعله كما تقول إحدى أولياء الامور أن تكون الجهات المسؤولة خلية نحل في بداية العام الدراسي باستعدادها لتوفير كل ما تطلبه المدارس والرد على كافة الاستفسارات بخصوص تنقلات المعلمين والطلاب، لأنها عادة ما تختار هذا التوقيت بالذات لمفاجأة المنقولين من مدارسهم دون أن تمنحهم الفرصة الكافية لتفهم القرار وترتيب أمورهم خلال فترة زمنية كافية لو أنهم أبلغوا بالامر منذ نهاية العام الماضي، والاسوأ أنهم اذا أرادوا استيضاح الأمر لا يجدون من يجيبهم عند الاتصال بالمعنيين بالامر !!


ayya-222@hotmail.com