لم تكن الجولة السابعة عشرة من الدوري عادية، ولكنها ساهمت في المزيد من الإثارة، فأغدقت على المتصدر الجزراوي، ودفعت به خطوات وخطوات نحو اللقب، وزادت الأمور تعقيداً في مؤخرة الجدول، حتى اتسعت دائرة المهددين بالهبوط. وكان الفوز العريض الذي حققه فريق الجزيرة على الظفرة بخمسة أهداف مقابل ثلاثة، بعد مباراة مجنونة، هو أبرز ما شهدته الجولة الأخيرة، فلبعض الوقت، ظن محبو العنكبوت أن “فارس الغربية” سيفعلها ويلحق بفريقهم أول خسارة في الموسم، وأين؟.. على ملعبه، ولكن المتصدر انتقم على طريقته وعاقب المنافس على جرأته بخماسية، كانت إيذاناً فعلياً بأن الأمور قد انتهت، وإذا كان الفريق فعلياً وبالحسابات يحتاج إلى ثلاث نقاط، فإنها على الأرض وبالحسابات الفنية، قد انتهت لصالح العنكبوت الذي كان على المستوى المحلي، أكثر الفرق إقناعاً، ويستحق أن يتوج بهذه الدرع التي كافح من أجلها كثيراً، فكفاحه، لم يبدأ هذا الموسم، وإنما هو ممتد لسنوات من الصبر، توجها العنكبوت بهذا الموسم الاستثنائي. أما بني ياس، وعلى الرغم من الفارق الكبير الذي يفصله عن الجزيرة، والذي وصل إلى 12 نقطة الآن، وبالرغم من أن فرصه على المنافسة لم تعد مطروحة، إلا أن ما قدمه هذا الموسم يكفيه وزيادة، ويكفيه أنه بات مهاباً ورقماً صعباً ومحطة يتمنى أي منافس الخروج منها بسلام، مثلما كان العين في المباراة الأخيرة التي جمعته بالسماوي، والتي اعتبر الكثيرون حصول الزعيم على نقطة منها أمراً حسناً. ولا يجب أن ينظر عشاق السماوي إلى مسألة الخروج من سباق الدوري الذي ذهب تقريباً إلى الجزيرة، باعتباره خسارة، فالفريق بحسابات الكرة هو أكبر الفائزين في دوري المحترفين، وحفاظه على مركزه الحالي يفتح له أبواب آسيا، التي لا زالت تذكر له حضوره وتاريخه فيها. وأوقف الوصل انتفاضة الكلباوية، التي كانت سمة الدوري في دوره الثاني، وجاءت كبوة فرسان كلباء في الساحل الشرقي.. في معقلهم، لتكون درساً للكلباوية أنفسهم، فبعد فترة طالت تداول الجميع خلالها تجربة الفريق باعتبارها فتحاً فنياً، وتحدثوا عنه وكأنه نموذج يحتذى بالرغم من أنه يخوض حرباً للبقاء، جاء الفريق ليخسر وأمام الوصل الذي كان موضع النقد منذ أيام، وهو أيضاً درس لكل المتابعين بأن الدوري لن ينتهي إلا في الجولة الأخيرة، حتى لو ذهب اللقب مبكراً للجزراوي، ففي القاع معارك، لا أحد يدري كيف ستنتهي. وجاء التعادل بين الشباب والشارقة منطقياً، وصب في صالح بني ياس وحده، فلو حقق الشباب الفوز لأصبح على بُعد نقطة واحدة من المركز الثاني، فللسماوي 31 نقطة، وللشباب حالياً 28، ولذا أعتقد أن معركة بني ياس الحقيقية باتت في الحفاظ على هذا المركز، في ظل تربص الشباب والوصل بالذات. وشارك دبي في تعقيد حسابات القاع بالفوز الذي حققه على الأهلي بهدف قاتل في الوقت الضائع، كتب التقدم لأسود دبي بهدفين مقابل هدف، وما لفت نظري بعد المباراة، هي الواقعية التي تحدث بها المدربان، خاصة مدرب دبي الذي أكد أن الأهلي كان الأفضل رغم خسارته، وأن فوزه تحقق بالحظ. أما مباراة النصر مع الوحدة، فقد أنهاها العنابي سريعاً، بعد أن منحه العميد الفرصة لذلك، وقديماً قلنا: قد يتحلى فريق بإرادة الفوز، وهناك من تحتله إرادة الخسارة. كلمة أخيرة: ختام الموسم يختزل أكبر الدروس.. هناك من يعيها، ومن لا يفهمها، ومن يكابر ويرفضها. محمد البادع | mohamed.albade@admedia.ae