القرار الذي أمر به صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم خلال زيارته التفقدية الأخيرة لمقر برنامج محمد بن راشد للإسكان في دبي، لاستحداث فئات جديدة للحصول على قروض الإسكان التي تقدمها المؤسسة، ومنها المواطنون المتزوجون من زوجة أخرى، قد تكون الثانية أو الثالثة، أو الرابعة حسبما أقر له الشرع، والمواطنات المتزوجات من أجانب، فيه دعم كبير لشريحة كبيرة من المجتمع حرمت لسنوات من الحصول على الخدمات، ومقومات توفير الحياة الكريمة التي تقدمها الحكومة لسنوات مضت، إذا كان المواطن يحصل على قرض وحيد بغض النظر عن عدد زوجاته وهو ما يضعه في مأزق وحيرة ويشكل عبئاً كبيراً في تأمين وتوفير مسكنين أو ثلاثة لزوجاته، ليعشن حياة مستقرة، وكان يضطر إما إلى إسكان زوجاته كلهن في مسكن واحد، وهو ما يكون أقرب لوضع النار إلى جوار الوقود، فمهما كان الاتفاق والتفاهم لابد من أن تحدث مشاكل ومناوشات بين الزوجات المصونات، وإما يضطر لاستئجار مسكن آخر وإن كان لتأمين حياة كريمة مستقرة لزوجتيه الثانية أو الثالثة، ليبعدهن عن بعض تجنباً لصداع الرأس وعوار القلب، وهو ما يشكل عبئا مالياً كبيراً.
كما ستحل التوجيهات السامية والقرار الجديد بمؤسسة محمد بن راشد للإسكان مشكلة المواطنات المتزوجات من أزواج أجانب، واللاتي لا يحق لهن الحصول على القرض سابقاً بحكم زواجهن من أزواج غير مواطنين، وهناك العديد من المواطنات المتزوجات من أزواج خليجيين مثلاً بحكم صلات القربة التي تربطنا كدول مجلس التعاون الخليجي، وهناك غيرهن من وجدن في الشخص غير الخليجي أو غيره الشخص المناسب للارتباط به، وقد أنجبن منه الذرية الصالحة ويعشن مع أزواجهن حياة سعيدة كريمة لكن تبقى قضية السكن مشكلة دائمة لهن ولأبنائهن وأسرتهن، تؤرقهن وتنغص عليهن حياتهن، باعتبار أن المسكن أولوية مقدمة على كل الاحتياجات متى ما توافرت جلبت معها الاستقرار والحياة الكريمة وخففت عبء وتكاليف الحياة اليومية في ظل الغلاء الذي يشهده العالم وليس الدولة فقط، فالسكن يستنزف وحسب دراسات، نصيب الأسد من الدخل، ومتى ما توافر وتأمن أزاح عن كاهل المعيل حملاً ثقيلاً.
وإذا كان القرار سيخفف من تفاقم مشاكل ونماذج اجتماعية موجودة فإن جهات الإسكان في الدولة كافة، مطالبة بتسريع وتيرة عملها لتلبية احتياجات ومتطلبات أبناء الوطن والعمل على سرعة إنجاز وتبسيط وتسهيل إجراءات الحصول على المسكن، وتنفيذ رؤية وتوجيهات قيادتنا الرشيدة التي توجه دائماً وأبداً لحل هذه القضايا وتأمين المسكن لأبناء الوطن في أسرع وقت ممكن.
كما يجب علينا ألا نغفل كم الطلبات المتراكمة وحجم الأسر المنتظرة للحصول على المسكن أو قرض الإسكان لوضع لبنات استقرار أسرهم الأولى وتوفير الحياة الكريمة لهم في ظل الدعم والعطاء السخي لقيادتنا الرشيدة.


m.eisa@alittihad.ae