كم نحن بحاجة للحظات الفرح، التي أصبحت عملة نادرة في حياتنا، فما أجمل الفرح في العيون والقلوب! هل رأيتم الفرح في عيون الأطفال وهم يتلقون الهدايا من آبائهم، ويلعبون ويلهون، لا يلوون على شيء غير الفرح؟ هل رأيتم الفرح في عيني الأم وهي تداعب رضيعها، تهدهده، وتدغدغه، هل رأيتم ضوء الفرح الساطع في عينيها، وهي تستقبل نبأ نجاح فلذات أكبادها، فتكاد لا تسعها أرضٌ أو سماء، هل رأيتم ذاك البريق، الذي تتوهج به عينا الأب حين يستقبله أطفاله الصغار، عائداً من كدّ وكدح، فيمتزج عرق جبينه، بريق حمائم وهي تطبع قبلات الشكر فرحاً بعودته سالماً، هل رأيتم فرحاً كفرح الوالدين، بزفاف ابن، أو ابنة، هل رأيتم فرح المريض بزيارة صديق، أو جار، أو حتى عابر سبيل، هل رأيتم فرح اليتيم بلمسة حانية من يد رؤوف، هل رأيتم فرح الأطفال بالعيد، والثوب الجديد؟ هل رأيتم العيون وهي تبكي من الفرح، هل ذقتم طعم ذاك الفرح، وأي نوع ذاك الفرح؟ ترى هل يمكن رؤية الفرح، أم أنه إحساس في القلب، تترجمه العيون.. من العجيب أننا نستكثر الفرح على أنفسنا، فكلما فرحنا وضحكنا» قلنا: الله يعطينا خير هذا الضحك.. وكأن الفرح غريب عنا، وطارئ على حياتنا! بالفرح يصبح الإنسان خفيفاً، بقلب طائر، لا يعرف غير التغريد، لُقيمات تكفيه، قُطيرات ندى تسقيه، فالإنسان نقي القلب، لا يعرف غير لغة الحب. انظروا في عيون الأطفال وهي تتراقص فرحاً، انظروا في عيون الكبار من أمهات آباء وأجداد وهي تتألق فرحاً بأبناء وأحفاد بررة واقرأوا في تلك العيون آيات الشكر، وتأملوا نظرات الحزن المنكسرة، في عيون الذين ألقى بهم أبناؤهم في دور العجزة، لتعرفوا معنى الفرح الحقيقي. الفَرَحُ في«لسان العرب»: نقيض الحُزْن، وقال ثعلب: هو أن يجد في قلبه خِفَّةً؛ فَرِحَ فَرَحاً، ورجل فَرِحٌ وفَرُحٌ ومفروح، وفَرحانُ من قوم فَراحَى وفَرْحَى وامرأةٌ فَرِحةٌ وفَرْحَى وفَرحانة. والفَرَحُ أيضاً: البَطَرُ. والمِفْراحُ: الذي يَفْرَحُ كلما سَرَّه الدهرُ، وهو الكثير الفَرَح؛ وقد أفْرَحه وفَرَّحَه. والفُرْحَة والفَرْحة: المَسَرَّة، وفَرِحَ به: سُرَّ. والفُرْحة أيضاً: ما تعطيه المُفَرِّحَ لك أو تثيبه به مكافأة له. وفي حديث التوبة: للهُ أَشدُّ فَرَحاً بتوبةِ عبده؛ الفَرَحُ ههنا وفي أمثاله كناية عن الرضا وسرعة القبول وحسن الجزاء لتعذر إِطلاق ظاهر الفرح على الله تعالى. بشارة الخوري «الأخطل الصغير»: يبكي ويضحــكُ لا حُـــزناً ولا فَرَحـا كعاشقٍ خطَّ سطراً في الهوى ومحا من بسمة النجم هَمْسٌ في قصائده ومن مُخالســـة الظّبي الذي سنَحا قلبٌ تمـرّس باللــذات وهو فتـىً كبرعم لمســـــته الريــح فانفـتحا ما للأقاحيّة الســَمْراء قد صرفـت عنّا هواها؟ أرق الحسن ما سمحا لو كنت تدرين ما ألقاه من شجن لكنت أرفق مـن آسى ومن صفحا غداةَ لوَّحـــْتِ بالآمـــال باســـمةً لانَ الذي ثارَ وانقـــادَ الذي جمحا ما همّني ولسانُ الحبّ يهتــفُ بي إذا تبسّـمَ وجــهُ الدهــرِ أو كلحـا فالروضُ مهما زهتْ قفرٌ إذا حرمت من جانحٍ رفَّ أو مـن صـادحٍ صدحا Esmaiel.Hasan@admedia.ae