عبر منتخبنا مباراته الأولى أمام كوريا الشمالية مكتفياً بنقطة أراها غالية ومهمة في بداية مشواره في كأس الأمم الاسيوية، وبالرغم من أنه كان بمقدورنا أن نفوز وأن نفرح بدلاً من هذه المشاعر الحيادية، إلا أنني أرى أنه لا بأس بالنقطة، قياساً برهبة البداية التي غلفت لاعبينا لبعض الوقت، بفعل المفاجآت الكبيرة التي ضربت البطولة وخافوا من أن يكون لهم منها نصيب. لعب منتخبنا أمس بتشكيلة أراها مثالية، وما يسعدك أكثر أن كل تبديل لديك، هو كالأساسي، فالحمد لله، يزهو الأبيض هذه الأيام بجيل استثنائي في تاريخ الكرة الإماراتية، و«دكة الأبيض» عامرة بالكثير من المواهب، ومنذ أن تم الإعلان عن تشكيلة الأمس، تأكدت أن كاتانيتش قد توصل إلى حقيقة الفريق، واستقر على أوراقه وسيوظفها على مدار الأيام المقبلة، كما ازددت يقيناً بأنه ولكونه في قلب «المعمعة» هو الأدرى بالظروف اللاعب الجاهز وغير الجاهز. أما لماذا أرى نقطة أمس لا بأس بها، بل ولكونها ترقى درجة أن أسعد بها، فلأن الكوري الشمالي من المعضلات في هذه المجموعة، ولديه طريقة لعب أشبه بالفخ، والتربص، وحاله حال الكرة في شرق القارة، التي قد تستنفد طاقتك وكل قواك، ثم تنتفض هي وكأنها كانت مخبأة «تحت النجيل»، فترى في كل شوط فريقاً، كما أن لديهم طريقتهم التي أكلوها وشربوها وهضموها منذ زمن، بإغلاق المساحات وتضييقها ومحاصرة اللاعب لحظة تسلمه الكرة، والتواجد في الدفاع بكثرة ترى من المستحيل معها أن تعبرها، ثم بعد ذلك تتحول المرتدة لديهم إلى طلقة قد لا تعرف مداها، وأعتقد أن منتخبنا أمس، بقدر ما أجاد في الضغط على الفريق الكوري، بقدر ما كان فطناً للدفاع، ومن خلفه الحارس المتألق ماجد ناصر. الفريق الكوري، سيكون عقبة في مجموعة كلها عقبات، لكنني أزعم أننا تخلصنا من فريق ثقيل، إما أن تفوز عليه بكثرة وفي وقت قصير، وإما أن تؤمن نفسك من لدغاته وتربصاته التي لا تعرف متى يحين وقتها، وإذا كنا سنواجه العراق ومن بعدها إيران، فمواجهة الكوري تعد بداية مثالية للتعامل مع هاتين المعضلتين، والأهم أن لاعبينا تجاوزوا حمى البداية، ودبت فيهم «الكرة» من جديد، وكسروا عقدة المنتخبات الخليجية التي لن ننكر أنها طالت منهم، بعدما حدث للسعودية والكويت والبحرين ومن قبلهم قطر. بالطبع، قفزت أمس مثلكم من مقعدي في ستاد حمد بن سحيم بنادي قطر في الدوحة، خاصة مع كرة حمدان الكمالي، وقلت مثلكم: «آه لو تركها»، ومع إسماعيل الحمادي قفزت أكثر من مرة، وإسماعيل مطر، وكلما استحكمت وعاندتنا الكرة، تذكرت تلك المرات التي كنا فيها أفضل وأدار لنا الحظ ظهره، وتلك المرات التي بتنا فيها من كثرة ضياع الفرص نوقن أنه ليس يومنا، لذا فلا بأس إن مضت بتعادل وعرض مشرف قدمه أبناء الأبيض في مستهل مشوارهم، وكانوا من خلاله الأعلى كعباً والأكثر فرصاً، ومن بينهم كان أفضل لاعب في المباراة، ولو اختارت اللجنة الفنية اثنين، لكان الثاني منا أيضاً. لا شك أن كاتانيتش قد وقف على الكثير من النقاط في مباراة أمس، وسيعكف خلال الأيام المقبلة على تجهيز فريقه للمنتخب الإيراني، وكلنا أمل أن يقول فيها الأبيض كلمته، ويسعد جماهيره. كلمة أخيرة: إذا أدار لك الحظ ظهره، فلترض إن حزت منه التفاتة mohamed.albade@admedia.ae