لغة غريبة وكتابة عجيبة، زادت على اللغات العالمية التي يبلغ عددها 3 آلاف لغة، لم يكتف المتراسلون والمتسامرون عبر الشات، والرسائل النصية باللغات العالمية الموجودة، إنما ابتكروا كلمات حروفها أرقام، ما أنزل الله بها من سلطان، ولم تكن موجودة أصلاً.. ليست لها علاقة بالحضارة الفرعونية ولاحتى البابلية ولا حضارة الأشوريين، ولا حتى حضارة دلمون التي نعتز ونفتخر بها، وإنما هي لغة جديدة خليط ما بين حروف وأرقام غيرت المفاهيم وخلطت الأمور، وجعلت الكلمات عبارة عن أرقام، وأدخلت على الحروف الهجائية مئات الحروف وآلاف الكلمات المتقطعة في موقع والمتشابكة في مواقع أخرى.. يطلق عليها بعض الناس لغة الشات، ويسميها بعضهم الآخر «عربية الدردشة» لأنها تحاول أن تكتب الكلمات بالحروف الأجنبية بقراءة عربية، وبصراحة حاولت أن أكتب هذه الزاوية بها، ولكن للأمانة «تلخبطت» وتعثرت، ولم أجد تفسيراً لبعض الحروف، بل وكنت متيقناً أن «زاويتي» ستكون غير مفهومة أو مقروءة، سوى لدى جيل معين وفئة معينة من المجتمع دون غيرهم.. «وقد أرسل لي واحد من الربع رسالة كتب فيها «KEL 3AM WENTA B7.EER» وحاولت قراءتها لمدة ساعة، ولم أجد في ثقافتي تفسيراً لها، وكل ما هو عالبال أن صاحبنا كتب مجرد طلاسم يريد أن يسحرني بها!!». وبعد قدوم شخص آخر من الجيل نفسه طلبت منه أن يقرأ ما كتبه صاحبنا، وتم إرساله لي ولم أستطع فك تشفيرته، ضحك الآخر قائلاً: إنها عبارة «كل عام وأنت بخير» غريبة! كيف استطاعت فئة من الشباب ومن عشاق الشات، التفاهم فيما بينهم بلغة خاصة بهم دون تلاقيهم أو تدارسهم إياها أو حتى وجود قواعد تنظم استخدامها، إنها مجرد الممارسة التي جعلتهم يتقنونها، ويستطيعون التواصل بها فيما بينهم ومن خلال مراسلاتهم.. بعض الناس وصفها بأنها مجنونة تزغلل العينين، وبعضهم الآخر يقول إنها اختراع جيل جديد، دمج بين اللغات الأجنبية من ناحية الكتابة والحروف، واللغة العربية من جانب الدردشة والمحادثة، بصراحة إنها ليست بلغة وإنما مجرد خليط وخزعبلات يعتمد عليها المتراسلون عبر رسائلهم الإلكترونية. وحسب الدراسات التي تخصصت في هذا الموضوع تبين أن هذه «الهرطقة» ابتكرها الشباب بسبب خلو أجهزتهم من لوحة المفاتيح العربية، وبالحروف العربية وذلك بسبب تأخرنا عن مواكبة التقدم التكنولوجي وإبراز لغتنا في كل مجال.. اللغة هذه باتت تشكل خطراً وشيكاً على مجتمعاتنا، وعلى ثقافة شبابنا، وفي كل يوم تزيد فيه ممارسة هذه «الخربطة» تضعف ثقافة شبابنا وجيلنا الصاعد بلغتهم الأم وحتى اللغات الأجنبية فلا هم حافظوا على لغتهم ولاهم أتقنوا اللغة الأجنبية..