يبدو أننا في ختام كل موسم سنكون على موعد مع الأغنية الرثائية والكلمات التي يتلعثم بها اللسان، ويتقطع من نطقها القلب، ويبدو أننا سنعيش الموسم المقبل سنة أخرى من الغياب الصعب وموسماً ثالثاً نفتش فيه عن الشعب. هو نادٍ لا يشبه غيره، وعلامة رياضية نفتخر بها دوماً، وكيف لا يكون وهو النادي الذي ظهرت من بين جدرانه أسطورة الإمارات التي ما زالت على كل لسان، وما زالت الناس تشير إليه بالبنان، فهذا معقل الكوماندوز، ومن هنا خرج عدنان. هبط الشعب قبل موسمين ولم يعد، ولن يعود الموسم المقبل، وباتت مهمته في دوري الدرجة الأولى (أ) شبه مستحيلة، ولعل المسمار الأخير، في نعش الآمال الشعباوية، كان الخسارة في الجولة الماضية أمام الذيد، لتتحول ورقة الصعود إلى سراب، يراه بعض الشعباوية، ولفرط ظمأهم، ماء عذب الشراب، وفي حقيقية الأمر هو ليس سوى سراب. ما أقسى هذا الغياب، وما أصعبه على جماهير دورينا، فكيف تكون الحال لجماهير الشعب، هذه المخلصة والتي كلما زادها معشوقها قسوة زاد لديها حظوة، فمنحته عشقاً وحباً وبادرته بالحنين، هذه الجماهير الحقيقية اشتاقت لها مدرجات دوري المحترفين، وهذه الجماهير ستعود يوماً، ستعود ولو بعد حين. هناك مشكلات في نادي الشعب، والقاصي قبل الداني، يستطيع أن يلمس حجم هذه المشكلات التي تعوق الفريق في مشواره كل عام، وعندما تتكرر المعاناة الشعباوية للعام الثاني على التوالي، فالأمر بحاجة إلى وقفة من قبل من يهمهم أمر القلعة الشعباوية. هناك بصيص من الأمل في نظر البعض، وفي نظري، فصعود الشعب إلى دوري المحترفين بحاجة إلى معجزة، في زمن لا تحدث فيه المعجزات، ولكي يصعد الشعب فالعملية تتكون من شقين، فالشق الأول أن يخسر فريقا عجمان ودبا الفجيرة في مبارياتهما الثلاث، أما الشق الثاني فهو لابد أن يفوز الشعب، وإذا كان الشق الأول قد يجوز وقد لا يجوز، أما الشق الثاني فهو المشكلة لأن الشعب لا يفوز. أخشى ما أخشاه أن يعتاد الشعب هذا الغياب، وأخشى أن ينسى عشاق الكوماندوز كيف كان فريقهم البعبع الجبار عندما كان عضواً أساسياً في نادي الكبار، كما أخشى أن تكون العلاقة، التي ستجمع الشعب بجماهيره في المستقبل، مجرد ذكريات قديمة، ولقطات من الأرشيف، تحكي عن فريق كبير، ولكنه هبط، وليست المشكلة هنا، فقد سبق له أن هبط، وعاد بعد عام، والمصيبة هذه المرة أن الشعب هبط، ولكنه لم يعد. Rashed.alzaabi@admedia.ae