المتابع للشأن العام، يلاحظ بكل اعتزاز وتقدير تأسيس وزارة الداخلية جوائز باسم وزير الداخلية تُعنى في مقدمة ما ُتعنى به بالإنسان وما يقود للارتقاء به، لأنها باختصار تعكس نهجاً تكاد تنفرد به الوزارة عن مثيلاتها في العالم، حيث يرتبط دور هذه الوزارات فقط بجزئية محدودة تتعلق بالأمن وبما يستتبعه من تعقيدات ومتابعات تصل لدرجة التضييق على الحريات إلى حد الكبت والقمع.
وزارة الداخلية عندنا تكرس نظرة للأمن تختلف وتخالف تلك الصورة النمطية والتقليدية، فهي تعتمد على بناء الإنسان الواعي والمسلح بأعلى مراتب ودرجات العلم، والإنسان المبدع هو حجر الزاوية في ترسيخ واحة الأمن والأمان التي ننعم بأفيائها- ولله الحمد- في هذا الوطن الغالي، ووجود أوسع شريحة من حملة الشهادات العلمية الرفيعة بين صفوف ضباط الوزارة ينعكس على أداء عام، يولي الإنسان العامل في الوزارة جل الاهتمام، ويولي الإنسان المراجع لها كل حقوقه ويلبي احتياجاته في المجتمع، ويعزز دوره في مسيرة التنمية.
لقد جاء حرص الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية على استحداث هذه الجوائز، لتأكيد رعاية ودعم القيادة الرشيدة في إمارات المحبة والعطاء لجهود التنمية البشرية، باعتبار أن الإنسان، محور وعماد مسيرة الخير التي انطلقت لأجل الإنسان.
قبل أيام تابعنا الإعلان عن جائزة وزير الداخلية للبحث العلمي، وقد خصصت لأفضل البحوث العلمية والفنية التقنية والأدبية لخدمة العمل الشرطي، ويقتصر التقدم لها على المنتسبين العاملين في الوزارة، ويوم أمس تابعنا الإعلان عن إطلاق جائزة وزير الداخلية للتميز ذات الفئات الثلاث الموجهة إلى كافة قطاعات المجتمع من أفراد ومؤسسات، لأجل تحفيز أوسع شريحة من المجتمع على التميز في مختلف مجالات خدمة أفراد هذا المجتمع، وتحت مظلة المفهوم الأشمل للتميز، سيقطف المجتمع ثمار انطلاق هذا التنافس الشريف، فكل فرد فيه سيعمل على أن يكون متميزاً بأدائه وخدمته للآخرين، وسيكون حريصاً على أن يؤدي الأمانة الموضوعة بين يديه خير أداء، ويحفظ حق كل فرد في مجتمعه، لأنه يعرف عن إدراك ووعي وعلم معاني وغايات الارتقاء بالأداء في ميادين العمل بصورة تتماهى وهذا المستوى من الأداء المشرف الذي تحرص القيادة العليا على أن يكون عنوان كل مرفق يعنى بخدمة المواطن والإنسان دائماً.
لقد كان وجود هذا الفكر والنهج الذي بات يميز أداء مؤسسات وزارة الداخلية، يقف وراء اكتساحها جوائز الأداء الحكومي في الدورة الماضية، ويجيء تأسيس جوائز وزير الداخلية ليؤجج السباق نحو التميز، ويضع كل فرد من منسوبي الوزارة وخارج الوزارة في حالة سباق مع النفس لأجل أن يكون متميزاً في خدمة الوطن، وليرسي مفهوماً أرقى لهذه الخدمة كونها واجباً يؤدي إلى واجب يؤدى بإتقان وحرفية وإبداع وتميز. وتحية تقدير لمن رعى وأطلق سباق التميز لخدمة الإنسان، وتتضافر الجهود به ولأجله، لتظل راية الإمارات خفاقة دوماً في ذرى الأمجاد، في ظل قائد مسيرة الخير خليفة الخير وإخوانه الميامين.


ali.alamodi@admedia.ae