ما اشتعلت أزمة، أو بزغت ملمة، إلا والإمارات دوماً في صلب المهمة، كطائر يرفرف، وبجناحين يهفهف، على جروح من أصيبوا أو خُيِّبوا أو نكبوا أو سلبوا قرة عين أو أطاح بهم أمر مهين..
في البحرين، تمارس الإمارات حق الأخوة بنخوة الأوفياء، وفي اليمن تبادر الإمارات بهبَّة النجباء، وفي ليبيا هناك عند حدود الذين أشقاهم الغضب، وأنهكهم الشغب، وباتت أرواحهم تهفو إلى المعين المغيث، نجد الإمارات في وقفة الرجال المستبسلين تثابر من أجل إنقاذ الإنسانية، بإرواء الظمأ، وإشفاء من شفه البغض والكراهية.
وما تصريحات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة بوقوف الإمارات إلى جانب استقرار مملكة البحرين، حفاظاً على أمنها، وطمأنينة شعبها الذي دهمته الفتنة، وباغتته الأيادي الأثيمة، بغية النيل من هذا البلد، وإثارة النعرات وإشاعة الفوضى، وغرس بذور الحقد في النفوس والرؤوس،إلا تصريحات تؤكد أن الإمارات ماضية في تكريس واقع الحب في هذا العالم، بدءاً من الأقربين ثم الأبعدين بروح التسامح، مع المرونة وإرادة الحزم.
الإمارات برغبة نشر السلام والوئام بين شعوب العالم، ترفض التدخل في شؤون الآخرين، وتعمل جاهدة لبسط نفوذ السلام الإنساني، وتعمير الأرض، بأخضر القلوب، وأبيض الدروب، من دون انحياز أو تقتير في المقاييس.. الإمارات بفضيلة التعايش السلمي بين الشعوب، والطوائف والملل، تبذل الجهد الجهيد من أجل مكافحة كل ما يزلزل أو يتغلغل في نفوس البعض من أعمال الشيطان، لأنها مؤمنة بأن الأوطان ملك لشعوبها من دون تفريق أو تمزيق، أو إشعال حريق، لأن النار التي تشتعل في بيت الجيران لا تمنعها رادع من أن تسري في جهات الأرض، لذلك فإن بعض من يزايدون ويتاجرون ويغامرون ويماطلون ويهرطقون ويهرقون إنما هم يقفزون فوق المراحل ولايرون أبعد من أخمص القدم.
الذين يحرقون أوطانهم بذريعة الانتماء إلى طائفة أو شريحة إنما يحرقون ثيابهم ومن ثم جلودهم.. والذين تمتد أياديهم لأوطان الآخرين، إنما يمهدون لإشعال النار في أجسادهم.. فلا أحد يستطيع أن يدعي القوة، أو الغطرسة، لأن الحياة تحكمها قوانين ونواميس، وكم من حضارات بادت عندما فكَّرت أن ترمي بشرر إلى الآخرين، وعندما تأبطت حقداً ضد الآخرين.
كثيرون الذين يقرأون التاريخ، لكنهم قلة قليلة من تستوعب دروسه، وعبره ومواعظه.. ويا ريت الذين يقرأون صفحات التاريخ بالقلوب، يقتعدون كراسٍ غير مهزوزة، لعل وعسى تستريح أذهانهم وتطمئن نفوسهم ليخرجوا من دائرة الحقد، ويروا العالم بعيون يشع منها بريق الحب ويسمعوا قوله تعالى “وجادلهم بالتي هي أحسن”.


marafea@emi.ae